أقلام الوسيط

منتخب الأسود المغربي يحارب العنصرية و ينتصر للقومية العربية

بقلم : مريم زينون

إذا كانت إعادة تشكيل منتخب الأسود المغربي انطلقت برهان كروي للمدرب المغربي -الأعجوبة – وليد الركراكي مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لوصول المخطط الأخضر الاحترافي لمونديال قطر 2022، فإن الإرادة الوطنية لهذا المدرب بمعية فريقه تجاوزت كسب رهان التحدي إلى خلق اتحاد عربي بنفس قومي، حولت معه كرة القدم من مجرد لعبة رياضية إلى قضية قومية غير متوقعة ، بعد البانوراما الفنية والتقنية و الأخلاقية لمنتخب أسود الأطلس التي سرقت الأضواء العالمية واعتلت سلم النجومية الأخلاقية بروحها القتالية والنضالية لأجل الانتصار لقميص مغربي تجاوز رمزية بلد الانتماء إلى رمزية الوحدة بين العرب والمسلمين ، بعدما أصبحوا مصدر سخرية للغرب بالانتقاص من مقدساتهم الدينية ومرجعيا تهم الثقافية .

ربما لم يكن من المحتمل تألق منتخب الأسود داخل المشهد الكروي العالمي لغياب تكافؤ شروط التنافسية وغلبة التنوع الثقافي لتنشئتهم في بلاد المهجر إلا أن السمة المميزة التي طبعت روح الانسجام بين الأسود هي المواطنة المشتركة التي شكلت مرجعا للدينامية والتغيير داخل المشهد الكروي العالمي، لتفصح عن جزء غير يسير من خصوصيات الأمة المغربية وبعض أوجه المظاهر العربية والإسلامية التي يتقاسمها المغرب مع شعوب عربية أخرى بحكم ضرورات الدين والتاريخ المشترك، الشيء الذي مكن من استلهام انتصار المنتخب المغربي انتصارا جماعيا يسمح بشروط القطع مع السخرية من الإسلام والمسلمين واحتقار العنصر العربي.

من هذا المنطلق اعتبرت خصوصية الوضع التاريخي لفوز منتخب الأسود المغربي مرجعية سياسية وديبلوماسية لإعادة الاعتبار للمجد العربي الإسلامي نظرا لطغيان ومحدودية الفهم لعلاقة الغرب بالحضارة العربية والفتوحات الإسلامية.

لقد تجسد المبتغى في مونديال قطر بتمثيل الهوية المغربية بكل تجلياتها في سمو الروح الرياضية لمنتخب الأسود، وعلو همتهم الأخلاقية، وتشبتهم بعقيدتهم الدينية التي كان لها وقعا إيجابيا على مسار علاقتهم بالجماهير العربية، وهكذا كان من الطبيعي أن تتجاوز كرة القدم إشكالية الفرجة المجتمعية إلى مقاربة مجموعة من القضايا ذات الصلة بالهوية الإسلامية والوحدة العربية. وضمن هذا السياق برزت دولة المغرب من خلال أسودها، بأنها ثابتة على الصمود والاستماتة لأجل الحفاظ على السيادة أكثر من الانتصار، وهذا ما يترجم الأسلوب الجماهيري في الصمود وترصيص الصفوف حول منتخبهم بحدس الوطنيين الغيورين على هويتهم … وتبقى الأسود أسودا ..

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى