أقلام الوسيط

وجهة نظر ….خطاب الأزمة -بقلم :حسن لحمادي صحافي وباحث في التواصل السياسي

 

خطاب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكون مساء يوم الإثنين يأتي في سياق سياسي يتسم بالحزم والتعاطف وبالوعيد كذلك ،ظهر هذا الاخير وهو يرتدي زيا رسميا يؤثته اللون الازرق الذي يحيل على الرزانة والحقيقة التي لا يمكن حجبها في ظل الازمة القائمة ،ظلت نظراته الحزينة موجهة الى عدسة الكاميرا يخاطب في الفرنسيين آمالهم ومعاناتهم وأوجاعهم .من خلال تتبع الخطاب المتلفز الذي انتظره الفرنسيون بفارغ الصبر حاول ماكرون احتواء الوضع وزرع الأمل ورسم صورة واقعية عن “الأنا” الدولة التي تلعب دور الأب الحنون -الحامي المستعد للتضحية ، الدولة التي تقف الى جانب المواطنين اعتمادا على اسلوب التهدئة المباشرة وتنميط ردود الأفعال ، إذ حاول الخطاب نسف المرجعيات السابقة وتأسيس معتقدات وفلسفات جديدة تحدد للفرد وضعه الاجتماعي وإطاره المعرفي . بالمقابل توعدت ” الأنا” بمعاقبة المخالفين للتعليمات الصحية وعدم الامتثال للنظام العام ،في ظل تفشي فيروس كورونا في البلاد وحصد المزيد من الضحايا وهنا تصبح الدولة مجبرة على نهج مقاربات أمنية أكثر صرامة ،ومن هنا نستحضر مقولة للفيلسوف ورجل القانون الألماني كارل شميث (1888-1985) : “إن الأفراد يقبلون على القوة السياسية للدولة لأسباب سيكولوجية متعددة كالثقة ،الخوف ،الأمل واليأس …كما يحتاجون للحماية ،ومن تم فالعلاقة بين الجماعة والقوة السياسية هو التفسير الوحيد لوجود الدولة”.
وانت تتابع خطاب الرجل الأول في الإليزيه ترن في الآذان عبارة “نحن في حرب” تكررت اربع مرات ،وهذا ينم عن أن الخطاب هو خطاب لتدبير الأزمة الخانقة التي تئن تحت رحمتها ليس فرنسا فحسب ،بل دول العالم ككل ،وهذا يعطينا تفسيرا وحيدا أن ما يقع في بلد موطن حقوق الإنسان قد تكون له تداعيات خطيرة في الحاضر وفي المستقبل بالنظر الى ضحايا هذا الفيروس الذين يتساقطون يوميا الواحد تلوى الآخر.
فالسياسي وفي ظل هذا الوضع الصحي ومن خلال الخطاب المتلفز لا يفصح عن حقيقة الموضوع حتى لا يحدث الصدمة في مجتمع يعيش على وقع الخوف من المجهول مقابل ذلك ، تبرز صورة ماكرون الموحية بالمصداقية وبالوثوقية تمنح الإنفعال الجماعي شحنة نفسية إيجابية ، والإعلام الرسمي ،القناة الرئيسية التي تسهر على نقل الخطاب ،تعمل في ظل الأزمات على إنقاذ الشرعية وتثبيت دعائم النظام السياسي،لابد هنا أن نشير الى أهمية الأمة كرمز وجداني للتلاحم والوحدة وحلم خارق يضعه الزعيم ضمن أولوياته لجمع انشغالات المبعثرة للمواطنين والإلتفاف حول القائد – الزعيم قصد إتخاد القرارات الحاسمة والمصيرية في تاريخ الأمة.
للحديث بقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى