أقلام الوسيطوسيط الفلاحة

أسبوع ” المغرب” بجمهورية العسكر الجزائري

هو أسبوع حقيقي أعطيت صفّارة انطلاقه الساعة الثامنة مساء الإثنين 16 دجنبر عبر النشرة الإخبارية في القناة اليتيمة كما توصف داخل الجزائر.. وتابعت مختلف مراحل هذا الإحتفال ببلدنا المغرب وبشكل يومي حتّى حدود مساء الأمس بموضوع تقييمي للعلاقات المغربية – الإسرائيلية بمناسبة مرور اربع سنوات على التطبيع.. تحت عنوان :
” المغرب : محميّة صهيونيّة والتطبيع استعمار جديد”
وقبل التفصيل أرغب في تقاسم هذه الأرقام مع القرّاء لمعرفة حجم هذا الرّهاب المرضي والذي بلغ مستويات قياسيّة غير مسبوقة في هذه الجمهورية العسكرية البئيسة
فقد دبلجت 23 مقال بين الخبر وتحليله وبين مقالات الرأي موزعة على الجرائد الثلاث.. بجانب حصة يومية متلفزة بعد الثامنة مساء ومنتصف الليل بالقناة الدولية من بينها ندوتين مع أساتذة وخبراء يتقدّمهم المسمى بونيف أو مرحاض تبون بصيغة أخرى.. ناهيك عن منصات الرياضة التي ما زالت تلوّك عدم جاهزية المغرب لاستقبال كأس أفريقيا..
طبعاً ساترك كل ماقيل جانباً فالتضليل مباح هناك مادام المستهدف هو المغرب وبتلك اللازمة الببغاوية
( وفي المغرب ما زالت النكسات متتالية والفضائح مدويّة)
وأصغر النكسات أن قرّاء مقالات هذا العبد الضعيف وداخل الجزائر أكبر بكثير الكثير – وبالأرقام – من عدد المتابعين لهذا الأسبوع المغربي وهي إشارة بليغة ودالّة على أن المواطن الجزائري بالفعل ” ماراضيش” على اتخاذ المغرب شماعة أبدية تعلقون عليها مختلف أزماتكم / نكساتكم وهزائمكم الداخلية.. وكمثال عن مقاطعة الشعب الجزائري هو أن الندوة بالعنوان أعلاه لم يتابعها سوى 1253 من المشاهدين و 125 معجب فقط.. رغم أنها قناة دولية..
لكن إذا تأملنا جيّداً هذه الحملة المتواصل وبدون انقطاع لمدة أسبوع كامل سنجده يصادف حركية اجتماعية شعبية موحّدة تحت شعار هاشتاكي بسيط وعميق ( انا ماراضيش) طبعا على الوضع العام وبهذه الصيغة التي ذكّرت نظام العسكر ببدايات الحراك الجزائري عهد الرئيس بوتفليقة..
هذا الشعار التي لم تجد العصابة هناك إلاّ شماعة المغرب واتهام مخابراته كمصدر له قصد زعزعة استقرار جزائر الاحرار ومكة الثوار وآخر قلعة الصمود والممانعة كما جاء في إحدى الندوات..
وكفعل استباقيّ لتطويق هذا الحراك الفايسبوكي أطلقت مخابرات عبلة نقيض الشعار بصيغة ( أنا مع بلادي) وكأنه نوع من تحيين الوطنية لدى الجزائريين بعد التشكيك فيهم.. وقد صحّ من قال بأن البلادة قد تكون موهبة أيضاً..
وهل هناك في العالم من لا يقف مع بلده إلا الخونة
وهل يلغي الوقوف مع بلدك ان تعارض سياسة حكومته..
نعم في دولة العسكر الجزائري.. فحين ترفع صوتك بأنك غير راض على الوضع العام بالبلاد فأنت ضد الوطن خائن صهيوني مخزني وعميل فرنسا ومتآمر ضد التضامن مع غزة والشعب ( الصحراوي) وووو
هي خلاصة اسبوع الرّعب الذي عاشته وتعيشه العصابة وهي تتابع بالمقابل اسبوع هدم ما شيّدته من أسوار لتطويق المغرب وعزله في محيطه المغارابي آخرها بلاغ الديوان الملكي الصادر بعد لقاء جلالة الملك وقائد نهضته بالسيد فخامة الرئيس الموريتاني.. ذاك البلاغ الذي أعطى للزيارة بعدها الرّسمي وما يحمله من انخراط الشقيقة موريتانيا في مشروعي القرن كالأنبوب الأطلسي الإفريقي والمبادرة الملكية الاطلسية..
بلاغ ملكي بمثابة قنبلة هدّمت كل المناورات والدسائس التي دبّرتها العصابة الجزائرية لعزل موريتانيا عن المغرب..
هي القنبلة نفسها التي انفجرت في وجه الرئيس تبون وهو يتابع البيان الختامي للفرقاء الليبيين لحظة اجتماعهم ببوزتيقة..
من يطّوّق من.. !!؟
دون أن ننسى مكانة عاهل البلاد وحظوته داخل دول الساحل وبهذا التدخل الإنساني من أجل إطلاق رهائن فرنسيين محتجين بدولة بوركينا فاسو… تعبيرات الشكر والإمتنان لجلالته من طرف الرئيس الفرنسي وعائلات المحتجزين
ومن غرائب الصدف ان برنامجا بقناة فرنسية بقدر ما يتحدّث عن هذا الدور الريادي للملكة المغربية داخل القارة الإفريقية.. نجد العالم الآخر ما زال يردد حتّى خال لنا انهم آلات مبرمجة
( وفي المغرب ما زالت النكسات تتوالى والفضائح مدويّة)
أكبر النكسات ايها الرئيس تبّون هو ماتعرّض له مبعوتكم الحامل لرسائل شخصكم الموقر لرؤساء دول أفريقية السيد عطاف خلال هذا الاسبوع وهو يتعرّض بشكل متعمد لإهانات سواء لحظة نزوله بالمطار أو عند استقباله من طرف رؤساء تلك البلدان.. وقد تكرر الأمر أكثر من مرة.. وهي إهانة موجه إليكم كشخص من جهة وكرمز العصابة الجاثمة على صدور الملايين من الشعب الجزائري..
أول واحد كان عليه ان يرفع شعار ( أنا ماراضيش) هو انت السيد الرئيس.. وانت تقبل ان يستقبل مبعوثك الشخصي من طرف عاملة نظافة بالمطار..
أن يستقبل من طرف رئيس دولة بلباس رياضي وسط الطريق.. أو أن يقف على مسافة بعيدة عن رئيس دولة أخرى
انت على رأس عصابة منبوذة في الداخل كما في الخارج.. وجنيرالات بنياشين جبناء لا يخوضون المعارك إلاّ من وراء ستائر الشاشات والمنصات الافتراضية..
أمّا نحن فقد تعوّدنا ان نترك نهيقكم خلفنا..
نعم خلفنا..
هو مكانكم الطبيعي كأية دورة مياه غير نظيفة..

يوسف غريب كاتب صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى