رغم تضييقات قبة البرلمان الصحة تتحرك..
بقلم : ذة مريم زينون
سيقولها البعض بلاشك، كلما دار الحديث عن أزمة الوباء العالمي كورونا كوفيد 19 “قطاع صحتنا ناقص” ليأتي الجواب الجوهري نابعا من مشاهد المعارضة داخل قبة البرلمان حول الرفع من ميزانية الصحة ومن مشاهد الاحتجاجات المطلبية لأطر وموظفي قطاع الصحة بالمستشفيات حول تراجع سلسلة من المعاير الضامنة للحق في الصحة وحقوق المريض، كما أعلنت عنه المنظمة الديمقراطية للصحة سنة 2008 في عهد الوزيرة السابقة ياسمينة بادو.. وما يتبع ذلك من مشاكل تدبيرية ولوجيستيكية بمستشفيات القطاع. لكن ما أفرزته ظرفية أزمة اندلاع الوباء العالمي الذي اجتاح بلد المغرب وفي قياس غير متوقع أفرز انقلابا شاملا لوضعية قطاع الصحة بسرعة فائقة رغم التوتر الذي ازداد لدى المواطنين خوفا من أن تتعرى حقيقة الحسابات الضيقة لقبة البرلمان حول الرفع من حظوظ حقيبة “الصحة”، فعلا هواجس وتخوفات من أن تكون حظوظ المغرب في النجاة غير متساوية مع حظوظ الدول المتقدمة. من هنا بدأ الرهان قويا بالتركيز على الصحة وتغيرت الخطة في جهود لامحدودة بالتدابير الاحترازية والزجرية والتي شكلت نقطة تحول في رصيد الحكومة المغربية دون منازع، على أنه ليس في هذا النجاح دليل على انفراد قطاع دون آخر في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لمواجهة الوباء، لكن من الأصح الاعتراف على أن خريطة النجاح الحكومي اجتذب اهتمامها قطاع واسع بأهميته متواضع بإمكاناته اللوجيستيكية غير أنه قوي بنخبته البشرية ،معادلة لم تطرح في قبة المعارضة !.
نخبة من الأطر والموارد البشرية رغم أنها كانت يوما ما تجاهر بثقافة الرفض والاحتجاج هي الآن تتحرك بفاعلية في مستوى الأهداف والمهمات التي رسمتها لنفسها وفي مناخ من النضال الوطني انتدبت نفسها للاستشهاد من أجله، بل جعلت الحياة تدب في أوصال بيئتها التكوينية لتؤمن فرصة الحياة لمواطنين تؤول إليهم عهدة إنقاذهم قبل أن تعهد لوزارتهم. ورغم أنهم توارثوا قسم أبقراط فالظاهر الأبرز الذي يحتله شعار الظرفية ” الوطن للجميع” و أن أطقم وزارة الصحة بكل تخصصاتهم انتدبوا أنفسهم لخدمة قضية ” الحق في الحياة ” في الصفوف الأمامية لحفظ الحق في العناية الطبية دون تمييز في الدين ولا في العرق بل دون تراجع همة أو بطلان عزيمة ، إلا بالاستشهاد.. فهل يا ترى بعد هذه الجائحة ستغير أحزاب قبة البرلمان رأيها بعدما أتاها برهان الرقي بقطاع الصحة الذي أتخنه الزمن بالنقد والشكوى ؟ أم أنها ستظل تكرس فرضية – تحية سلام وغفران لأرواح كل شهداء الإنسانية –