أقلام الوسيط

تاريخ “غير” متفق عليه / حسام الكوينة

يقال أن التاريخ ( وانا المجاز في شعبة التاريخ يا حسرة) هو تحليل وفهم للأحداث والتطورات الاجتماعية والحضارية التي تحدث في بقعة جغرافية معينة أو شعب معين في محاولة لاسترجاع الماضي واستخراج العبر منه.

هذا التحليل وهذا الفهم وكما هو معروف يختلفان بطبيعة الحال باختلاف معتقدات المؤرخين .. فينتج عنهما اختلاف رؤيتهم للتاريخ وتفسيراته وبالتالي عدم توفر الحد الأدنى من شرط الحيادية التي تؤدي إلى انعدام الرؤية الشاملة للأحداث وما يليها في ذلك الزمن أو العصر أو خلال حقبة من الحقب التاريخية.

وحينما اقوم بتأمل بسيط وليس “نقد” للتاريخ وتحليلات مؤرخيه للأحداث .. أجد أن معظم من خلدهم التاريخ فوق صفحاته والذين سقطوا منه سهوا أو قصدا لم يكن حظهم من الجغرافيا سوى شبرين من تراب ..

والذين سطروا التاريخ قبلنا أَرادوا أن يقولوا لنا : “نتحداكم ألا تركتبوا الأخطاء نفسها” .. ولأَننا نكره أن نخيب ظن من سبقونا اقترفنا ذات الأَخطاء .. وحين أثبتنا لهم أو لنا بأننا لسنا أَقل “تكلاخا” منهم رددنا بنشوة المنتصر : “التاريخ يكرر نفسه”..

خارج نطاق الآدميين لا وجود لشيء اسمه التاريخ .. التاريخ صناعة إنسانية بإمتياز بِها يؤكدون أنهم المخلوقات الوحيدة في هذا الكون التي لا تتعلم من أَخطائها ولا من ماضيها.. 

أعتقد جازما أنه لو كان لكائنات غير البشر تاريخ لجاء هذا التاريخ ” متفق عليه ” .. وحدهم البشر يكتبون ما لم يحدث كأنه حدث .. ووحدهم يسقطون ما وقع كأنه لم يقع .. بخلاصة شديدة نحن المخلوقات الوحيدة في هذا الكون الفسيح التي تكذب حول تاريخها لأنه حافل بما نخجل به ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى