بيان العصابة بالجزائر بين تبرير الجريمة وتبرئة المجرم
وأنا أعيد قراءة البيان الصادر عن وزارة الدفاع الجزائرية حول ملابسات جريمة الغدر في حق مغاربة سواح تاها في المياة الإقليمية الجزائرية.. تذكّرت الصحافي والفيلسوف الفرنسي ألبير كامو حين قال :
( لسنا ننشد عالماً لا يقتل فيه أحد بل عالماً لا يمكن فيه تبرير القتل)
هي المقولة نفسها تختزل بشكل دقيق محتويات هذا البيان الذي جاء لا ليعترف بجريمة قتل الأبرياء فحسب بل وبكل الوقاحة ترافع بالدفاع عن الجريمة وتبريرها محاولاً بذلك تبرئة المجرم كمؤسسة عسكرية من دم شهداء الغدر المغاربة
وقبل التفصيل وبالأدلّة من خلال لغة البيان نفسه.. نتساءل إلى جانب المهتمّين عن الأسباب التي جعلت العصابة بالجزائر تتأخر كل هذه المدة الفاصلة بين هذا الحدث الإجرامي وبين إصدار ما سميّ بالبيان عشيّة اليوم.. ليعود السبب في ذلك إلى محاولة وقف هذه الهجوم الإعلامي الدولي وعبر قنوات وازنة ومؤثرة تسير كلها في اتجاه إدانة نظام العصابة بالجزائر خاصة وان ذلك يصادف إصدار مذكرة إعتقال في حق جنيرال نزار ومن معه ذات الصلة بالعشرية السوداء بالجزائر.. دون أن ننسى تحركات فعاليات المجتمع المدني الحقوقي المغربي في رفع القضية إلى المحاكم الدولية.. لكن الأكثر إيلاما وتأثيراً هو موقف أغلبية الشعب الجزائري وحجم التعاطف مع أهل وأسر الضحايا عبر منصات التواصل الاجتماعي وغيرها..
وفي البيان نفسه ما يؤكد ذلك حين طالب من الجزائريين الثقة في الجيش الوطني الشعبي وأن ينتبهوا إلى الدعايات المغرضة المسيئة إليه..
لكن ان يصدر البيان مباشرة بعد بيان المجلس الوطني المغربي لحقوق الإنسان وبلغته الواضحة والصارمة في وصف الحدث بالجريمة ضد الإنسانية في منطقة غير واضحة الحدود ولا تعرف أيّ نزاع كما جاء في بيان المجلس… فلا شك أن العسكر الجزائري استوعب الرسالة بشكل واضح جعلته يستوعب ان المغرب لن يسكت عن متابعة الجناة والمطالبة بمعاقبتهم وفق القوانين والمساطير القضائية المؤطرة لمثل هذه الحوادث الحدوديّة… فدم ابنائنا خط أحمر
لذلك جاء بيان العصابة العسكرانية في لغته كما في مضامينه تبين حالة الارتباك والتخبّط للتغطية على الجريمة ومحاولة تبرير إطلاق النار بحجة عدم الإمتثال خاصة وأن المنطقة تعرف رواجا للجريمة المنظمة لتهريب البشر والمخدّرات..كما قيل
هذا التبرير بالذات يعطي اليقين التام بأن العصابة بالجزائر وعلى رأسها الرئيس تبّون باعتباره وزير الدفاع بأنهم مجرمون وقتلة أبرياء مع سبق الإصرار والترصد.. بحجة ان هذه المنطقة الفاصلة بين الساحلين المغربي والجزائري مكشوف وعلى أفق العين وبين منطقتين مفتوحتين ولا يمكن استعمالهما منطقة عبور المخدرات وغيرها اذا افترضنا ذلك..
بدليل أن المنطقة لم تعرف ولا مرة واحدة عملية مماثلة منذ استقلال الجزائر إلى الآن.. حسب بحث خاص في الموضوع… حتى سمفونية الأربعاء بالتلفزة الجزائرية الخاصة ( بالمخدرات المغربية) تشير دائما إلى الكمية دون الإشارة إلى امكنة العبور.. ويمكن العودة إلى عشرة سنوات قبليّة..
في نفس السياق لا بدّ أن نشير إلى أن جنيرالات الجزائر مشهود لهم عالميا بحماية اباطرة الكوكايين والمخدرات الصلبة.. وابن الرئيس تبّون نفسه لم يغادر السجن الا بعد أن أصبح اباه رئيسا اما شنقريحة تاريخه ابيض بياض الكوكايين وووو
إن بيان هذه العصابة الجزائرية لا يمكن أن يقرأ أيضا الا من خلال الآية الكريمة :
( قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ)
وهم كاذبون..
لأنهم من فصيلة تسعة رهط من الجنيرالات عاتوا في الأرض والبحر فساداً.. وإجراماً في حق الجزائريين قبل دول الجوار..
لا حلفاء لهم ولا أصدقاء..
ومنبوذون من التكتلات و المجتمعات
ومن هذا الذي يقبل استضافة المجرم في بيته..
هكذا عبّر لا فروف الروسي بطريقة دبلوماسية
المجرم لا هبة له..
ولوكان رئيس دولة ويملك محطة الوقود العالمي
انتهى الكلام
يوسف غريب كاتب /صحافي