( تل أبيب تستفزّ الرباط) عنوان بارز بالإعلام الجزائري
نعم
هو العنوان الأبرز بالإعلام الجزائري منذ أوّل أمس إلى حدود نشرة الأخبار بالقناة الثامنة لمساء اليوم كتعليق وقراءة لخريطة المغرب مبتورة من صحرائه معلقة بمكتب الرئيس الإسرائيلي لحظة استقبال نظيرته الإيطالية قبل يومين..
ويبدو من خلال الصيغة الموحدة للتعليق وإن اختلفت المنابر الإعلامية انها كتبت من محبرة واحدة بهدف القول بأن إسرائيل تراجعت عن الاعتراف بمغربية الصحراء عند البعض.. و اعتراف بجمهورية الوهم عند البعض الآخر..
أكثر من ست منابر إعلامية إلى جانب القناة الرسمية لم ينتبهوا إلى أن هذا العنوان وبهذه الصيغة هو نوع من الدّفاع الغير المباشر عن شخص سفاح ومجرم حرب بقتله للمدنيين من أطفال وشيوخ.. وهدم المستشفيات والكنائس وديور العبادة..
هذا الذي ورد اسمه في نشرة الأخبار ب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو لم يعد صهيونيا مادام خريطة المغرب مبتورة معلقة بمكتبه.. وهذا اهم بكثير من مجازره بقطاع غزة إلى حدود اللحظة..
هذا ليس تطبيعاً..أبداً
بل هو مناصرة وتأييد كل من يستطيع أن يستفزّ المغرب ولو ورقيّاً كما في هذه الحالة بل إنّ نظام العسكر لو عرف بالأمر قبل انعقاد قمة رؤساء خارجية العرب لما تحفّظ على البيان بحجة التساوي بين الضحية والجلاد كما جاء في بيان الرد والتبرير..
آه.. لوعرفوا..ان ما سميّ بالاستفزاز هو شرف لنا كأمة قيادة وشعبا باعتباره صادر عن مجرم حرب وقاتل الأطفال والنساء…وهو اعتراف مباشر من كابرانات فرنسا بقوة المغرب الرافضة لأية مقايضة اومساومة بين قضيته الوطنية والتزاماته القومية الواضحة اتجاه القضية الفلسطينية كما جاءت وبقوة في مؤتمر قمة السلام بالقاهرة قبل يومين على لسان السيد بوريطة وبصيغة خمس رسائل..
نعم مطبّعون..
لأننا أقوياء واسياد قراراتنا.. ولا علاقة ذلك بمغربية الصحراء من عدمه.. مادام هو إحقاق لحقّ تاريخي وليس امتياز من هذا أوذاك..
وللحقيقة والتاريخ كان المغرب هو البلد الوحيد الذي ارسل جنوده إلى الجولان أكتوبر 73 وما زالت نصف أراضيه تحت الإحتلال الإسباني
هو الوحيد إلى اليوم.. الذي يندد بالسلوك الوحشي للاحتلال الإسرائيلي.. ويناصر القضية الفلسطينية دون إحراجهم بقضية الصحراء المغربية..
مقابل ذلك نجد النظام الجزائري البلد الوحيد الذي يشتري مواقف فلسطينية للدفاع عن جمهورية الوهم.. آخرها جلوس عباس إلى جانب بن بطوش بمنصة الاستعراض العسكري بحضور اسماعيل هنية قبل سنة تقريبا.
وهاهو نفس النّظام يتودّد لمجرم حرب سيدهم نتانياهو لانه استفز المغرب بخريطة مبتورة… وقد يكون نابع من احترامهم للإرث المشترك الحافل بالدماء وقتل الأبرياء بين عصابة نتانياهو وعصابة شنقريحة خلال العشرية السوداء.. مرورا بنزار وتوفيق مدان وصولا إلى عطاف الذي كان وزير للخارجية خلال تلك الفترة وموقفه الدموي في إبادة الجزائريين والقرى الجزائرية
هذه حقائق وواقع موثقة في اكثر من مرجع وكتاب..
لذلك انسحبوا من اية مشاركة عربية ودولية خاصة بالإدانة من جهة والوقوف مع الغزّاويين المعرّضين للتهجير القسري
هو انسحاب تضامنا مع زميلهم الجلاد الذي استفز المغرب كما جاء في خزعبلاتهم الإعلامية الرافضة لأي تطبيع مع إسرائيل..
أما الغزّاويون.. فلم يجدوا اليوم وفي الميدان الا المستشفى العسكري المغربي المرابط هناك منذ 2018…. مع قافلة للمساعدات معتبرة كما هي تعليمات عاهل البلاد في طريقها إلى غزّة.. وأكيد أنّها ستصل بالتزامن مع باخرة ناقلة للغاز الجزائري نحو إسرائيل..
هي الصورة اليوم… تقول تفاصيل الحقيقة فيها بأن الرباط تستفزّ تل أبيب.. وأكثر من تل أبيب..وليس العكس
بدليل أن أن ماجاء في الفيديو من خريطة مبتورة سارعت في حينها خارجية إسرائيل إلى التوضيح كما هو باللغة الفرنسية :
Porte-parole du ministère israélien des Affaires étrangères :
« Il n’y a aucun changement dans la position d’Israël concernant la souveraineté du Maroc sur l’ensemble de son territoire.
La carte du Cabinet du Premier ministre est une vieille carte qui ne reflète pas du tout notre position claire sur cette question
أيها الأغبياء.. لقد أسأتم إلى صديقة رئيسكم التي عانقت الجلاد نتانياهو بنفس قوة عناقها للرفيق تبون
أما الخريطة فقد حسمت في الجغرافيا كما في التنمية.. وليس في الكون من يستطيع أن يغير معالمها مادام هناك عرق واحد ينبض دماً مغربيّاً..
لأنّها مسألة وجود قبل أن تكون حدود
يوسف غريب كاتب – صحافيّ