تمهل أيها الحمام فالنسور ،ليست نائمة ..!! بقلم رضوان الكريمي
رضوان الكريمي
من الغباء أن يتكرر نفس المسار الخاطئ وننتظر نتائج مغايرة ، فالنفخ في “بالون” أحزاب تتعالى في سماء المشهد السياسي بدون تأشيرة شعبية ،يعد تهريجا وضحكا مبتدلا على عقول المغاربة الذين ضاقوا درعا من مشاهدة روايات مسرحية مشابهة تعرض بشكل دائم على خشبة الزمن السياسي طيلة عقود ،فهي تراجيديا باهتة أرخت بظلالها على مقدرات البلاد وقلصت من فرص النجاة والخلاص من مرض العطب التنموي ، وتحقيق طموح مواطن ما بعد الإستقلال .
وهو جانب من التغافل عن إستقراء المرحلة كما يجب ،والإستعانة بنفس أدوات الماضي في رسم الخارطة السياسية وصياغة البرامج التنموية؛فالواقع السياسي والإقتصادي الذي يعالج لعقود بنفس الدواء ومن نفس الأطر الطبية ، أبان عن أخطاء في التشخيص وعسر في العلاج وأوصل الجسم السياسي إلى الشلل الكلي. .
وقد جاء خطاب العرش ليوم الإثنين 29يوليوز بشرح وافي لهذا الوضع بحيث أكد صاحب الجلالة على أن المشروع التنموي إستنفذ إمكاناته وعجز عن تحقيق رهان الدولة في الحد من الفوارق الإجتماعية والمجالية ،وإحداث إقلاع إقتصادية وإجتماعي وازن .
كلها إذن مؤشرات لوضع مأزوم لازالت تتبنى فيه الدولة للأسف خيارات و حلول أكثر أزمة ..جعلت من المواطن يعزف عن المشاركة في صنع القرار والمساهمة في تدبير الشأن العام ، مبررا ذلك بغياب الإبداع والتجديد في أليات صناعة الواقع السياسي والنخب الفاعلة داخله..ولهذا التعليل جانب من الصواب ،فمنذ زمن “الفديك” مرورا بالجرار ووقوفا عند طيور الظلام ،تتعدد التلاوين الحزبية المصطنعة ويبقى الموت واحدا؛ الشئ الذي أساء إلى التجربة السياسية وعطل سبل إحداث القفزة الديمقراطية التي طال إنتظارها..ودفع بالمواطن لإتخاذ مواقف وإجابات عدمية من المنظومة ككل ..بحيث أصبح يضع كل الفاعليين الحزبيين في كفة واحدة دونما تفريق أو فصل في الإدانة بين جناة الوطن وبناة الوطن ..بين الفضلاء والجبناء .
إن إعمال الرزانة والحكمة السياسية ضروري في الوقت الراهن بحيث تقتضي الفترة،الإنصات إلى نبض الشارع الذي إستفاض في الأنين وإرسال إشارات الإستنكار والتدمر الشامل من الوضع القائم ، وكدا العمل على تبني مقاربة تشاركية فعلية تفتح جسور التواصل مع الأحزاب الوطنية وكل القوى الحية الخارجة من رحم الشعب والقادرة على فهم إنتظاراته وتطلعاته .من أجل نسج خيوط ثوب جديد يخفي على الأقل نذوب وجروح ماض مؤلم في جسم السياسة والوطن ..ويزرع بذور أمل تسمح بالحلم بمغرب أفضل وتمكن من بناء صرح مثين من الثقة بين الدولة والمواطن .