عندما تقع فيدرالية اليسار في التشبيه الممنوع:
بقلم:سيدي علي ماء العينين
للغة العربية حلاوتها، كما لها مكرها، و للتعبير عن المواقف احقيتها ، ولشبهة الإنسياق اللغوي وراء شعارات الخصوم مطبات وجب تجنبها،
بيان جبهة البوليزاريو ، و تصريحات ممثل الجبهة بأوروبا عبر الإعلام تعلق على إعتراف ترامب بمغربية الصحراء بأنه أعطى ما لا يملك لمن لا حق له فيه.
و الفيدرالية في بيانها الأخير الصادر بعد بيان الجبهة جاء فيه بالحرف :
الفيدرالية، والتي أدانت نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، من قبل الرئيس ترامب، الذي أعطى ما لا يملك لمن لا حق له فيه،
يمكن بحسن النية اعتبار اعتماد الإخوة بالفيدرالية لنفس العبارة جملة ” سقطت سهوا” دون نية إسقاط العبارة على قضيتين مختلفين،
لكن ولأن اللغة العربية شاسعة، و تملك من الزخم اللغوي ما يجعل كتابة معنى نفس الجمل بشكل مختلف وارد وممكن،
فإن هذا الإيحاء لا يقل ” جرما” من اعتبار تزامن اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء مع اعلان إستئناف العلاقات مع إسرائيل ب : ” مقايضة”،
لأن من يملك الحد الأدنى من المعرفة باللغة العربية سيعرف ان عملية المقايضة هو نظام الصرف الذي يتم عبره تبادل البضائع أو الخدمات مباشرة بسلع أو خدمات أخرى دون استخدام وسيلة تبادل مثل المال.
بَيْعُ الْمُقَايَضَةِ : بَيْعٌ بِالْمُبَادَلَةِ، بِالْمُقابَلَةِ، أَيْ تَبَادُلُ مَادَّةٍ بِمَادَّةٍ أُخْرَى مُعَادِلَةٍ لِثَمَنِهَا
مقايضة سياسيّة: تبادل الخدمات السياسيّة بين المشرعين لتحقيق تمرير المشاريع ذات الاهتمام المشترك.
واول من استعمل هذا النعث هو الإعلام الجزائري.
مجمل القول ،من حق إخوتنا ورفاقنا بفيدرالية اليسار التعبير عن موقفهم مما يسمونه ” التطبيع” ونسميه نحن ” إستئناف العلاقات” ،
ولكن الحرص واجب في استعمال اللغة للتعبير عن المواقف ،وإلا فكاتب البيان دون أن يدري يعتبر الصحراء المغربية والقدس الشريف في نفس الخانة، حيث ترامب ” أعطى ما لا يملك لمن لا حق له فيه،”.
فهل تعتبرون ؟
و من شساعة اللغة العربية أنها تتسع للمجاز .
و المقايضة هنا هي مقايضة قضية بقضية .
تحياتي لقلمك الاحمر