بقلم ذة. مريم زينون: لا للعنف ضد النساء : الكفاءة هي العنوان
الكل يعرف أن الأصل في الدعوة لإنصاف المرأة تأسست على مرجعين : القرآن والسنة وليس كما هو مترسخ في الوعي السائد أنه جاء نتيجة فوضى تحررية ونضالات حقوقية، إذ يتعين التمييز بين الإسلام والحداثة رغم أن العلاقة بينهما ليست علاقة تنابذ وتنافر بقدر ما هي علاقة تقاطع بما أن الإسلام يدعو إلى الاجتهاد. لذلك لم يكن تأويل كل الحركات النسائية في المغرب على الخصوص سوى مطالبة بتفعيل الديمقراطية باستحضار العدالة في إعادة تنظيم الممارسات وتوزيع الأدوار داخل قدر من السيادة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ،خصوصا بعد الانقلاب الذي حدث لفائدة الرجل بفعل الإرث التقليدي الرمزي لمفهوم الذكورة ..وهكذا يتبين على أن المركز السيادي الوهمي الذي أصبح يتوفر عليه الرجل داخل الرأسمال الرمزي يجعله يعتقد أن تقاسمه لهذا المركز مع المرأة يعد تنازلا عن قيمته الرمزية وانتهاك لحرمة رجولته ، لذلك تحولت علاقته بالمرأة في خضم الممارسات الاجتماعية والعملية قائمة على النزاع و خالية في أغلبها من أي مدلول حقيقي للهوية الإسلامية القائمة على تثبيت قيم القناعة العميقة والثابتة أن المرأة قرينة الرجل في العمل و العبادة ، فيتم بذلك التغافل داخل مجتمع الرجولة الوهمية الذي يصنع فرضية التخلف الحداثي لدى بعض المثقفين الوهميين المندمجين في التنمية المجتمعية أن المرأة لم تكن أبدا علة المجتمع المتخلف بقدرما كان سلوك العزل والإقصاء والتهميش لها داخل عجلة التغيير والتنمية من طرف بعض المصابين بجنون العظمة وتضخم قيمة الذكورة الرمزية هو العلة الحقيقية ، سواء كان أبا أو زوجا أو رئيسا في العمل خوفا من فقدان السلطة الرمزية أمام سلطة إنسانية كونية أعلى منه بحيث يتخوف من فقدان الصورة التقليدية المستبطنة لديه على أنها – أي المرأة – ليست إلا ضلعه الأعوج ، هذه الدلالة الرمزية للقابلية للانكسار والضعف تقوي الإحساس لديه بالسادية لانتشاء لذة القيمة الرمزية للذكورة والسلطة الوهمية للتمثل التقليدي لمفهوم الرجولة ، الأمر الذي تضيق معه فرص المشاركة وتغيب معه روح المبادرة والإبداع والنقد والحوار وتبادل الآراء ، فيصبح الهاجس الأوحد لدى هذا النوع من الذكور، ذوي الصورة السوريالية ، خصوصا إذا كانوا في مواقع مسؤولية هو التفكير في كيفية تصريف أقصى قدر من العنف اتجاه النساء لتضخيم الإحساس بالأنا السلطوي والانتعاش بلذة الاسترجال النسبية ..
– ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم –