أقلام الوسيط

الضغط النفسي : أي استراتيجية لمواجهته بعد الحجر الصحي ؟

بقلم : ذة مريم زينون
في الوقت الذي ينشغل فيه الفاعلون السياسيون داخل المؤسسات التشريعية بمناقشة التحولات الاقتصادية خلال فترة الحجر الصحي وآثارها الجانبية على جميع قطاعات الإنتاج في علاقتها بجميع مجالات الحياة الاجتماعية بالبلاد ،يتم التغافل عن إشكالية أساسية وهي انعكاسات الأزمة الاقتصادية التي تسببت في استشراء البطالة وسط المواطنين بسبب التوقف عن العمل المرتبط بالاقتصاد غير المنظم أو ما يسمى غير المهيكل، مما يستوجب في إطار التدرج للخروج من سياسة الحجر الصحي مرافقة هذا الانتقال باستراتيجية إدارة الحياة العامة ،في احترام تام لشروط التكيف السريع والفعال للمواطنين مع متغيرات الواقع الاقتصادي الجديد ،الذي يعتبر منعطفا حقيقيا في الحياة الوطنية والدولية والذي تزايدت معه ظاهرة الضغط النفسي بسبب التهديد المتواصل الذي كان يعيشه المواطنون بفعل الأحداث والضغوطات الحادة والاضطرابات العاطفية الناتجة عن اجترارهم اليومي لأحاسيس الخوف والقلق من انتشار الإصابة بالفيروس والتعرض لأعراض العدوى الوبائية، لذا وجب إضافة إلى تدبير كيفية التدرج في الخروج من أزمة الحجر الصحي بالتفكير في إعادة النهوض بجميع مؤسسات الاقتصاد الوطني الوعي أيضا بالطبع النفسي المتغير للمواطنين ،من أجل تحقيق توافق بين مختلف مجالات عيشه الاجتماعية والدينية والسياسية وخاصة مساعدته على تحقيق التوافق بين هويته الوطنية وهويته الذاتية التي كونها من خلال مكتسباته المعرفية الجديدة والقيم التي كونها في هذه المرحلة ،خاصة تلك الناتجة عن مواقف الإحباط والإحساس بالتهميش وعدم الاستقرار. فتناول موضوع التفكير في استراتيجية مواجهة الضغط النفسي بعد الخروج من الحجر الصحي تأتي داخل مقاربة سيكوسوماتية لأهمية العلاقة بين النمط السلوكي للأفراد وبين جهازهم النفسي ،بمعنى أي ردود أفعال غير سوية للأفراد تعتبر أعراضا جسمية لحالة نفسية مضطربة نظرا لترابط الجهاز النفسي بالجهاز العصبي ،ولعل المدخل الطبيعي لاستراتيجية سياسية ناجعة وفعالة هو إقامة التوافق بين إعداد برامج وقائية في الدعم النفسي والإرشاد الاجتماعي وبين إعداد برامج تنموية إصلاحية داخل النسيج الاقتصادي لتسهيل عملية إعداد المواطنين للاندماج في الحياة المجتمعية في فترة تتسم بالحساسية المفرطة اتجاه كل وضعية قد تمس بكيان الدولة، خاصة عندما نعلم أن المغرب قد دخل عصرا جديدا بفضل الثورة الأخلاقية التي أحدثها نتيجة الجهود والتدابير النوعية ذات البعد الإنساني في مواجهة جائحة كوفيد 19 ،فضلا عن إقرار تشريعات أمنية في إطار تأمين وحدة الأمة والوطن ..فهل سيحظى الاهتمام بتأمين الدعم النفسي للمواطن داخل مسار التحول الاجتماعي بعد الخروج من الحجر الصحي باستراتيجية خاصة ضمن سياسة إعادة الإندماج أم أنه سيبقى مجرد تدبير وقائي ضمن مجمل التدابير الاحترازية لفترة مرحلية ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى