أقلام الوسيط

المغاربة مفخرة في الوطنية رغم دسائس الظلامية بقلم : ذة مريم زينون

 

لقد بينت التجربة منذ التاريخ أن المغاربة عظماء في مواقفهم الإنسانية والدينية، ريادتهم في ذلك قدوة النبي عليه الصلاة والسلام ،نسجوا خط سيرهم في الجهاد والوطنية بحماسة المجاهد الصابر على قضاء الله وقدره،الناكر للنفس التواقة للأنانية والفردانية ، بإيمان المناضل الشهيد بأن ما عند الله خير وأبقى .والأوضاع التي مر بها المغرب عبر تاريخ حضارته كفيلة بأن تثبت أنه كان تاريخا حافلا بالتجربة الصادقة والرجولة المستعلية ،لذلك من المستحيل تبديل طبائعهم كما يستحيل تبديل وطنيتهم واستماتتهم في نصرة ما جبلتهم عليه فطرة الإسلام ، التكافل والتآزر وطاعة ولي الأمر منهم ولئن اختلفت أشكال العقيدة فلن يختلفوا عن ما تعاهدوا عليه تجمعهم وحدة الهدف ونصرة كلمة الحق ،لا يقعون في ظلالة الجهل ودسائس الباطل ولا يبيعون ضمائرهم للشيطان. نعم سيظل المغاربة أسودا في اتباع نفس المناهج المسلوكة رغم اختلاف الزمان فلن تتشوه فيه الخلاق الأصيلة التي ورثوها عن سلفهم، رغم تغير الفهم الجديد للأخلاق وقوانين العيش تبقى قيمة الإنسان ومنزلته كمواطن مغربي بين الشعوب هي التي تصنع قوته وقت الشدائد ولا تفرقهم دسائس الباطل خصوصا ممن يستغلون الدعوة إلى الله لأمراض في قلوبهم فيشككون الناس في أمر الدعوة إلى الصالح العام وإنكار شرعية الدين فيه.. لكل الذين يعتبرون أنفسهم جنود الله تجمعهم ساحة المسجد وتفرقهم ضالة المؤمن ويتظاهرون بالحماسة للدعوة إلى الله نقول لهم أنهم لا ينصرون الله ما دام قد تجاوزوا حدود الله في تفريق كلمة الجماعة وأصابهم من البهتان ما يقعون به في الغرور بأنهم فوق الظروف المحيطة بهم ولا وفاء عندهم لإخوانهم المغاربة وقت المحن ولا لأمتهم عندما تحتاج إليهم .. نعم لكل هؤلاء المتاجرين بالدين نقول أنهم ليسوا في صف الدعاة إلى الله لأنهم لا يدركون المعنى الحقيقي للدعوة بما أن أرواحهم تعيش في كثافة الأشياء لا في قيمتها وبما أنهم لا يستجيبون لنداء الوطن والمنفعة العامة ضدا لفكرة التطور العلمي في نطاق الطبيعة الإنسانية ذاتها ،وضدا للفهم المعقلن للخلق الرباني للإنسان والكون في الدين ،مستغفلين أن المذاهب الجماعية تنشأ في فراغ ديني لعدم اعترافها بالتاريخ واعتمادها على شخصيات بطولية وهمية علما أن “بطولة الأنبياء والمصلحين ثبتت بمقدار التغيير لا بمقدار التعبير “- الدكتور عدنان زرزور- ومن أجل تأكيد وحدة المغاربة حول وحدة الصف توحدهم في مواجهة جائحة وباء (كورونا كوفيد 19) الذي اجتاح العالم بأسره والذي لم ينل من عزيمتهم إيمانا منهم بحسن العاقبة والمصير ،وأما العراقيل اللازم القضاء عليها لتحقيق الغاية الواجب الانتصار لها هي عدم فتح السبيل لمن يريد استمالة ضعاف الفهم والظن بالله ويميلون للجدل والغوغائية خصوصا في مثل هذه الأوقات التي ينبغي فيها تكتل الشعب حول قيادته والتمسك بجميع أسباب التفاؤل لتجاوز الحاضر إلى المستقبل ولا يهمنا إن كان بيننا ثعالب فالمغرب مدرسة في النضال والجهاد من بينها أحرار أدركوا فيها غايتهم ومن بينها ثعالب ممانعين لأسباب الرقي ،ومن العبث مقارنة الأشباح بالأسود ما دمنا على يقين أننا سنأخذ حظنا بكل يقين في الله تعالى فيما سيأتي من الأيام وما دمنا نؤمن أن رائدنا في الإسلام دعا بأسباب عزة الإسلام بإحدى العمرين الأحب إلى قلبه وليس بأحد الظلاميين ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى