قراءة عن بعد في نتيجة الإنتخابات الجزئية بإقليم الراشيدية
بقلم :الدكتور الحسين بويعقوبي
رغم أن الإعلام المغربي لم يعط أي اهتمام للإنتخابات ٱلتشريعية الجزئية بالراشيدية, ربما لطابعها المحلي وبعدها عن المركز, إلا أن مواقع التواصل الإجتماعي وخاصة لدى المنتمين للجنوب الشرقي المغربي بينت أن هذه الإنتخابات كانت لها أهمية خاصة رغم قصر المدة التي سيقضيها الفائز في قبة البرلمان (أقل من سنة). ويبذوا من خلال تتبعي عن بعد لهذا الموضوع أن الخصوصيات المحلية وطبيعة التجاذبات السياسية ومستوى الصراع بين مختلف الفرقاء جعل من هذه الإنتخابات الجزئية بمثابة امتحان أولي استعدادا للإنتخابات المقبلة والمتوقع تنظيمها في غضون هذه السنة ولذلك كان الرهان عليها كبيرا على المستوى المحلي. وباستثناء النقاش الدائر حول الإنتماء القبلي ودوره في استمالة الناخبين بسبب تصريحات غير محسوبة لأحد المرشحين والبوليميك الناتج عنها فإن نتائج هذه الإنتخابات الجزئية والتي مكنت الشاب حميد نغو عن الإتحاد الإشتراكي من الفوز بالمقعد بينت بعض المؤشرات التي من شأنها أن تؤثر على الإنتخابات المقبلة كما حددت الأحزاب التي ستتنافس بقوة للظفر بالمقاعد سواء في المجالس الجماعية أوالجهوية أو البرلمان بجهة درعة تافيلالت. ومن خلال النتائج المحصل عليها يمكن الخروج بالخلاصات التالية:
1. أن العزوف عن التصويت يبقى التحدي الكبير أمام كل القوى السياسية وهو ما يستلزم عملا أكبر لإقناع المواطن بأهمية التصويت.
2.أن ساكنة هذه المنطقة عاقبت نسبيا حزب العدالة والتنمية المسير للتجربة الحالية خاصة على مستوى المجلس الجهوي درعة تافيلالت, لكن عدد الأصوات التي حصل عليها(9201) وبوأته المرتبة الثالثة بفارق غير كبير جدا(فارق 1555 صوتا) عن المرتبة الأولى تجعل منه قوة حقيقية في المنطقة رغم كل الإنتقادات الموجهة لتجربته في التسيير, وهذا يعني أن حظوظه في الإنتخابات المقبلة لازالت قوية وإمكاناته التعبوية وطريقته في التأطير ووفاء قاعدته الإنتخابية تسمح له بذلك.
2. أن حزب التجمع الوطني للأحرار المحتل للمرتبة الثانية ب 10729 صوتا بفارق بسيط جدا(27 صوتا) عن الفائز يؤكد استعداده للتنافس بقوة مع العدالة والتنمية في الإنتخابات المقبلة و يريد قطف نتائج ديناميته التي يشهد بها الجميع خلال السنوات الأخيرة ويسعى بذلك لتصدر الترتيب.
3.أن فوز الشاب حميد نغو, المناضل الأمازيغي, بغض النظر عن الإنتماء الحزبي الذي يختاره, يحمل عدة رسائل منها أهمية تكثل الشباب حول شخص معين وقدرتهم على تحقيق الصعب رغم قلة الإمكانات وقلب كل معادلة, خاصة في المناطق القروية والشبه قروية والمدن الصغيرة, حيث العلاقات الأسرية والقبلية والحس بألإنتماء لازالت محددات قوية تؤثر في السلوك الإنتخابي وتنظاف من طبيعة الحال لرغبة الشباب في التغيير وبحثهم عن خطاب جديد يساير تطلعاتهم ثم سعيها كذلك لرؤية وجوه جديدة في تسيير الشأن العام.