الجلباب والعباية ..لباس التقوى الرمضانية
بقلم ذة : مريم زينون
لاشك أن الجلباب أو العباية كزي تقليدي رسمي سواء في المغرب أو لدى العرب عموما لم يكن قط موضوع نقد أو سخرية، رغم أن فكرة التقدم أو التقدمية لم تسلم من النقد والاعتراض ، إلا أن هذا النقد ظل مقتصرا على الاستخدامات الإيديولوجية لكلمة التقدم أكثر من مشروعه ،وأصبحت تحتاج إلى أن تشرح وتفسر للكشف عما تنطوي عليه أكثر مما تهدف له بسبب اختلاف المواقف وتعدد الانتقادات إلى أن تقدم الأوربيون وتراجع المسلمون ، لأنهم ظلوا مقتصرين على التنازع حول بسط السيادة والتحكم وأسيري ثنائية المؤمن والمتزندق..وهذا ما يحمل على القول بأن ما يظهر من خلال السلوكيات الثقافية والمظاهر الاجتماعية كما يظهر مثلا في المناسبات الدينية و خصوصا في شهر رمضان الأبرك الذي يتحول فيه بعض المتدينين المزاجيين إلى متعبدين موسميين تحت جلباب التقوى بعد تتبع عورات الناس خلال باقي الأشهر الأخرى بكل غلظة وقسوة وإذلال للناس ،حدوهم في ذلك حدو إسلام البعض ممن يحصرون الإسلام في طلق اللحية والجلباب لتجدهم في المساجد يفرقون الصفوف ويرهبون الناس جاهلين أن للعبادة معايير أخلاقية تنظم العلاقة بين العبد وخالقه، إذ لا وجود لسلطة دينية مسنودة على تصورات تقليدية تعمل على تكريس محاكمة لاعقلانية لمن يخالف الجماعة في الفكر والملبس ، فضلا عن ذلك فهؤلاء المتشدقين بالتدين استثناءً في شهر رمضان يظلون مستغربين عن الممارسة الدينية الحقيقية بممارساتهم الغير- سوية في الحياة الاجتماعية التي تبقى في تعارض تام مع الواقع الفكري العام حيث يتم تصنيفهم عادة في الطب النفسي بأنهم صنف هش ومريض دائما يختزل حياته في أفعال سلطوية كأنه المالك الوحيد والمطلق لكل الحلول سواء كان ذلك ضدا على إرادة الغير أو على حساب تجاوز العلاقات التراتبية النظامية ليصنع الاستعباد في أقصى تجلياته ..
– نفاق اجتماعي بنكهة رمضانية –