ذ. محسن الأكرمين لماذا ننتظر بؤرا وبائية بالمؤسسات التعليمية ولا نحمل حلم العودة الآمنة؟
لا حديث إلا عن الدخول المدرسي واستحضار التخوفات الموضعية من بؤر(كرورنا) المستجد في الوسط المدرسي، لا حديث عند فئة قلة (تحلل وتشخص وتبني الفرضيات) إلا انتظارية قنابل (كوفيد 19) العنقودية تنفجر بمجموعة من المؤسسات التعليمية.
ومن بعدها تسمع (” VIP” شتي، حنا قلنا بتأجيل الدخول المدرسي)،(شتي، كان عندنا الحق في إصدار بلاغ يطالب بتأجيل الدخول).
ما أسوأ الأمنيات التي تتحقق بالسوء و تعمد إلى التفرج الفوقي وتنتظر الوباء أن يضرب بقوة (لربط الفرضية بالنتيجة)، ما أسوأ الألسن التي تلوك السلبيات ولا تعمّل اليد في يد من أجل تلجيم الوباء وكسب معركة العودة إلى الفصل الدراسي !!!
قد لا ننكر إمكانية ولوج فيروس (كورونا) المستجد إلى المدارس التعليمية (فهو متوقع وغير مستبعد)، قد نضع كل التصورات الممكنة عند تشخيص الوضعية الوبائية، لكن كل معطيات (التحدي) وحلم العودة إلى الفصل الدراسي تبقى حاضرة لأجل التعايش الاحترازي مع الوباء ونفض غبار الطاولات المدرسية. لغة التحدي والعودة سيكون اليوم أوغدا في ظل بقاء الوباء حاضرا بيننا (بلا نهاية معلومة). العودة لازمة والوباء يلازمنا وليس لنا إلا سياسة التعايش الاحترازي، وهو ما يطابق حقا قياس المخاطر الطارقي ( نسبة إلى طارق بن زياد) برؤية التحدي والتساؤل معه، أين المفر؟ ( المدرسة من ورائكم منذ (14 مارس) والعدوّ أمامكم ببداية (2 مارس)… وإن امتدت بكم الأيام على تأخير الدخول المدرسي ولم تنجزوا لكم أمر المجابهة بالاحترازية …تعوّضت عقولكم وقلوبكم الرعب من الحاكم المستبد (كوفيد 19)…فادفعوا عن أنفسكم التشكيك في قدرات المنازلة على الساحة المدرسية باجتماعكم …فأمركم بمناجزة هذا الطاغية متمكنة التمكين في حالة التوافق في الرأي واحترام التباعد الجسدي والنظافة المنتظمة بالتعقيم و استعمال الكمامات المرفقة بالوعي والسلوكيات المدنية الرزينة… ).
قد نكثر من التخوفات ونحن على حق وبينة ولن نعلن اللوم، قد نكثر من التخمينات حتى العشوائية منها وهي من الاستراتيجيات التدبيرية للمخاطر بالتنوع، قد نكثر من التشخيصات ونرهق بتمام الإكراهات والاختلالات ولا نفعل تدبير أجرأة المخاطر بالمشاركة الفعالة والانخراط تحت سؤال: ماذا يمكن أن أقدم (أنا) لتجنيب دخول الفيروس إلى الوسط المدرسي؟. اليوم المدرسة تم هجرها (منذ 14 مارس) خوفا وتحسبا من الفيروس الطاغية، اليوم المؤسسات تتحضر لاستقبال المتعلمين في ظل وضعيات استثنائية تحمل التفاؤل غير الوردي بالتمام.
اليوم تدبير التعليم لن يجدي بتأخير الدخول وانتظار قطار نهاية الوباء الذي قد لا ينتهي !!! اليوم يجب أن نحمل رؤية إيجابية وعملا تفاعليا نحو العودة إلى المدرسية بضمانات الأمن الصحي وأداء جودة التعلمات حتى ولو في ظل حالة الاستثناء الوبائية، يجب أن نقلل من تخاطب لغة المخاطر المحتملة والحد من تدفقها بالسلبية المتمكنة من تفاقم الضغط النفسي على المجتمع المدرسي، يجب أن نحمل الأمل (حلم المستقبل بلا وباء) ومحفزات بداية التعايش معه بوعي سلوك الوقاية، اليوم ندبر الدخول المدرسي بأنماط تعليمية متحركة وغير جامدة، اليوم يجب أن نتحرك بالجمع لأجل تعبئة جماعية تضمن الأمن الصحي للمجتمع المدرسي، اليوم كل من جانبه وسلطته يجب أن يتجند لأجل دخول مدرسي مقدور عليه في مداخله ومخارجه.
لن ينفعنا انتظارية وصول الوباء إلى المؤسسات التعليمية و نحتفل به عبر تدوينات ( خبر عاجل)، فما أسوأ التسابق على خبر عاجل يحصي (أعداد الوباء) ولا يتسابق نحو توفير لغة التفاؤل ونصيب من المشاركة التفاعلية الايجابية بالانخراط في صناعة وعي الوقاية. لتكن دعوتي صريحة:ممكن وصول فيروس (كورونا) إلى المؤسسات التعليمية في أي لحظة، يمكن تسجيل إصابات في المجتمع المدرسي بمتغير المواقع، يمكن التحول من نمط تعليمي إلى آخر (أنماط متحركة)، فما نحن فاعليه لأجل الإبقاء على الوباء والحرب خارج ساحة المؤسسات التعليمية؟. هي القضية التي تساءلنا جميعا دون تحديد الصفات ولا المكانة، اليوم القضية التعليمية والعودة إلى الفصل الدراسي قضية وطنية بعد القضية الوطنية الأولى، قضية محورية إن نجحنا في تدبيرها بحكمة استوفينا نصف ربح المعركة ضد (كوفيد19) .