الإشاعة ..جبهة الرعب في زمن وباء كورونا
بقلم :ذة مريم زينون
فصول كثيرة من المعركة التي يخوضها المغرب ضد وباء كورونا (كوفيد 19) من جملتها حملة الإشاعات التي تتناقلها بعض مواقع التواصل الاجتماعي ،على سبيل المثال لا الحصر إصابة أطباء مغاربة من ذوي الخبرة التخصصية وبعض الشخصيات العامة ..الخ رغم أن الظرفية تستدعي الالتزام بضبط المعلومة وتحري الحقيقة لامتصاص القلق والخوف من نفوس المواطنين ،خصوصا أن الدولة تقود حملات تحسيسية لتجنب عدوى الوباء. لكن ما يروج على نحو سخيف ببعض المواقع التواصلية من إشاعات تضليلية يعتبر حملة مضادة لما تقوم به الدولة خصوصا أنها تعتمد التسويق لمعرفة تضليلية باطلة قائمة على الخرافة تقوم بتحوير الحقائق العلمية إلى ادعاءات خرافية آو إشاعات تجعل الخط الاستراتيجي للدولة في السيطرة على أمن السلامة الصحية للمواطنين محفوفا بالمنعرجات والمخاطر مما يبدد رصيد المصداقية في الاحصائيات والمعطيات المصرح بها حكوميا. فتبقى أصعب اللحظات المؤطرة للأزمة هي عندما يتأجج القلق والهلع لدى المواطن بين مصدق ومرتبك داخل زنزانة جهنمية بسبب خوفه الغامض على المحيطين به ومنهم على نفسه ،خوف مرضي لا يستطيع الفصل فيه بين الخوف منهم أو عليهم. هي حالة سيكوباثية لأنه من يزرع الريح لا يحصد إلا العاصفة ! نعم التسويق للإشاعة الكاذبة يعصف بمصداقية الحقيقة فتختل معها درجات الثقة والإحساس بالأمان خصوصا عندما تحاك الإشاعة في ضرب الأمثلة بشخصيات طبية من ذوي الخبرة التخصصية وأطقمها ،فذاك لا يعني إلا ما يعنيه ،عجز الخبرات الطبية في المغرب عن وقاية نفسها أوحتى تطبيبها فكيف بها بإنقاذ المواطنين؟ أوحتى استصدار قوائم أسماء شخصيات بارزة في سوق المال والعمال للاستشهاد بإصابتها بالعدوى فذاك إيحاء بعجز القطاع الصحي عن توفير التغطية الوقائية والعلاجية لوجيستيكيا رغم التوفر على القوامة المالية لبعض المواطنين. كل هذا الضجيج الاجتماعي على مواقع التواصل من تسجيلات وفيديوهات ليس إلا إساءة للوطن الذي لا يجب على أحد أن يتفاخر بحبه له مادام لا يسعى إلى الدفاع عن مصلحة أمنه والالتفاف حول قضيته بكل الإمكانات المتاحة من امتثال للتدابير الموجهة إليه كمواطن ،فلا خير في قول لا يراد به خيرا لوجه الله تعالى ولا خير في مواطن يتعارض مع وطنيته، ولا يستحضر شرعية التآخي في حب الله على النحو الذي ينسجم مع العدالة الإنسانية في مفهومها الأخلاقي مراعاة لحرمة الآخر بصيانة حقه فيما يضمن له الأمان والتساكن ولا يمس بكرامته الفردية. إن المعركة الفاصلة التي وجب على المغاربة خوضها بكل ما أوتوا من حكمة وتبصر كما عرف عنهم في تاريخ أسلافهم هي التعاضد والتساند لئلا يتركوا للفتنة مجالا ولا للترهيب والإرهاب النفسي سبيلا، فيتسرب من ذلك ما يخلق التهور والفوضى لاسيما في ظروف أقل ما يقال عنها جهاد في النفس ولحظة لصدق النية وصفاء الطوية…
– (..أيها الناس أطيبوا مثواكم ،وأصلحوا أموركم ،واتقوا الله ربكم )-
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه