ذ : محسن الأكرمين للوسيط هل تمتلك مكناس قطع غيار انتخابية بديلة؟
بعد آخر دورة استثنائية لمجلس جماعة مكناس، حضرت تساؤلات رمزية لكنها في حد التفكير في دلالة أجوبتها تبقى مقلقة، أسئلة تتحدد من جوانب معادلة التدافع السياسي والتموقع الانتخابي(2021) وتتمركز أهميتها حول: هل تمتلك مدينة مكناس قطع غيار متنوعة للانتخابات المحلية؟ هل تمتلك المدينة قطع غيار أصلية للتنافس الانتخابي بأريحية؟ هل تمتلك مكناس كاريزما سياسية قادرة على قلب اللعبة السياسية داخل صناديق الاقتراع؟ هل استطاع مجلس جماعة مكناس أن يلمع خلفا سياسيا لإدارة المدينة؟ هل استطاع مجلس جماعة مكناس في تكوين وجوه سياسية قادرة على المناورة جهويا ووطنيا؟
هل التوافق العلني بمجلس جماعة مكناس وتشكيل أكبر أغلبية في التاريخ، أفقد المدينة الاستمتاع بنكهة توابل التنافس السياسي الحاد داخل وخارج أسوار قاعة المؤتمرات بحمرية؟ هل مكناس لم تعد تهتم بالسياسة، مادامت الساكنة تشعر بالغبن في تصنيف التبعية القطبية والتنمية؟
قد يكون لجائحة (كورونا) تداعيات مختلفة بالسلبية على أداء مجلس جماعة مكناس، لكنها من الجانب السياسي قد يكون لها منظور مختلف من جوانب البحث عن التغيير والتجديد، وضمان التلاحم الوطني الاجتماعي، والمصالحة الثانية مع الدولة. قد يكون كذلك أدوار اللعب على كسب فائض ثقة الساكنة في ترسيخ نموذج تنموي بديل يراعي الكرامة ومعادلة الإنصاف ويشتغل على أولويات القرب الاجتماعية والاقتصادية، ووعود اقتسام أثر رفاه الثروة.
لنعد إلى مكناس التي يتساءل فيها الجميع، أين مدينتي؟ سؤال يبحث عن كسب البراءة من المسؤولية(كلنا مشؤولون) ويعلقها لزاما على عنق الآخر(السياسي/ المدني/ الاقتصادي/الثقافي/ الرياضي…)، سؤال لن نجد له جوابا موحدا حين نجده يتردد بالجمع لا بالإفراد، سؤال نجد حتى عند من دبر أمر المدينة غير ما مرة، فهو يتسلح بنفس السؤال !!! ويطرحه بصيغة الاستنكار !!!
يقولون أن: مدينتي تم استغلالها في جميع المجالات بدون وجه حق حتى من قبل أبنائها، ولم تستفد منهم البتة في الإقلاع التنموي. يقولون أن: مدينتي تمضغ الحسرة عن الماضي ولم تستطع صناعة رؤية للحاضر والتوهج داخل نسيج مدن الحظوة، وبات الجميع يتحدث عن مكناس بالحب العذري (ومن الحب ما قتل). يقولون أن: مدينتي افتقدت ساكنتها الثقة في السياسيين وصناع القرار منذ الزمن الماضي، واكتسبت مناعة باحتضان مثال (قدي وعدي وسلك حتى يحن الله). يقولون أن: مدينتي قد وزعت فيها قفة (الإحسان) في زمن (كورونا) حتى حطم بها الرقم القياسي في إحصائيات الهشاشة و أن السجل الاجتماعي سيضع مكناس على رأس قائمة التنقيط. يقولون أن: مدينتي تعيش سكونية ما قبل العواصف الانتخابية، وتفعل حديث الانتقادات في المقاهي فقط، ومن تحت الجلباب، وفي منصات التواصل عن بعد. يقولون أن: مدينتي يعيش مجتمعها المدني تحت وطأت الخلافات السياسية وليس المدنية و يتحصنون بالتبعية النفعية. يقولون أن: مدينتي يمكن أن تبحث عنها في التراث المادي واللامادي ولا تستطيع تثمين الحاضر ولا المستقبل، وحتى الماضي يمكن أن يضيع جزء منه غير موجود في الواجهة.
قد انتهت الدورة الاستثنائية (الدراسة والموافقة بالإجماع) وبالتقارب السياسي والتباعد الاجتماعي، قد وقفنا على لغة النخب السياسة بمجلس جماعة مكناس لم تغير بعد الجائحة، بل بقيت حبيسة ضمن خانة الجلسات التقليدية، قد وقفنا على أن أغلبية مجلس جماعة مكناس لم يستطع صناعة بديل سياسي ممكن واحتياطي في مستقبل ترقي رئيس المجلس لمنصب جهوي أو وطني، قد وقفنا على أسلحة الأحزاب السياسية بمكناس بات مسالمة حد (نقطع كلامك بالسمن والعسل)، قد وقفنا على أن مكناس يمكن أن تدخل غمار الانتخابات وهي تكرر نفسها بنفس الوجوه والتركيبات السياسية والأغلبية الممكنة بالاستنساخ، قد وقفنا أن هنالك توافق في التدبير والتسيير للشأن الجماعي وكأن الجميع يشكل لائحة موحدة للانتخابات الآتية(2021).
الآن، تجديد النخب السياسية بمكناس بات غير ممكن حتى وإن كان هذا حكم قيمة لحظي، بات الحقل السياسي بمكناس يعيش كفاف الجفاف في إنتاج كاريزما سياسية تخدم المدينة بحق، باتت سياسية المهادنة والمصالحة تضع هندسة للخريطة السياسية القادمة(2021)، بات سياسيو المدينة في خوف إذا ما تقرر العودة إلى تقطيع الدوائر الانتخابية والترشيح الفردي، باتت عجينة مكناس السياسية غير باردة في بؤرة وسطها (ولي قال من الأحزاب العجينة باردة يدير يده فيها) ويخرج للاستطلاع رأي الساكنة -(وليس الأتباع الأوفياء)-علانية ويطرح سؤالا صغيرا عن حجم ثقة ساكنة مكناس في سياسي المدينة !!!