اضاءات هادئات عن ما وقع في مركز تكوين المرشدين والمرشدات
تصفحت مواقع التواصل الاجتماعي بكل انواعها , فرأيت فيها غضب الشعب المغربي بكل طبقاته عن ما وقع في حفل استقبال البابا فرنسيس في مركز تكوين الائمة والمرشدين بالعاصمة الرباط .
وهذا الغضب جاء نتيجة ما وقع في الحفل من مزج للآذان الآلات الموسيقية , فالغضب هذا يعبر وبجلاء ان معتقدات المغاربة ثابتة كالجبل ولا يمكن لاحد زعزعتها ولا اللعب بها .
فما هذا المقال إلا ومضات هادئات ابين فيها وبهدوء ملابسات ما وقع في مركز التكوين من خلال الاجابة على سؤالين محوريين
1/ ما الهدف وراء مزج الاذان بالموسيقى ؟؟؟؟؟؟
2 / وما الغاية الكبرى وراء استقبال جلالة الملك للبابا فرنسيس في مركز تكوين الائمة والمرشدين بالعاصمة الرباط ؟؟؟؟؟؟
فالغاية الكبرى ايها الاحبة وراء مزج الاذان بالموسيقى امام انظار جلالة الملك وكذا الضيف المبجل قداسة البابا فرنسيس الثاني ما هو إلا يبان للمجتمع الدولي بان المغرب في تعايش وسلام دائم مع الديانات الاخرى وجاء هذا المزج ليعبر أن الدين واحد ويشهد على هذا قول ربنا تبارك وتعالى في سورة الشورى : ( شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا والذي اوحيينا إليك ماوصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن اقيموا الدين ولاتتفرقوا فيه ).
واما الهدف وراء هذا الاستقبال في مركز التكوين وكان بإمكان جلالة الملك ان يستقبله في رحاب القصر العامر في مدينة الرباط ماهو إلا بيان بان المركز يستقبل الطلبة من كل اسقاع العالم دحضا لحجة من يقول بان المركز يضم الطلبة المغاربة دون غيرهم وتشهد على هذا الكلمة التي ألقتها الطالبة المتدربة من دولة نيجيريا وكذا الطالب المتدرب من فرنسا , وفي هذا بيان صريح بأنه لافرق بين عربي ولاعجمي الا بالتقوى .
واختم بالإشارة إلى أن الحفل الفني يجب قراءته في السياق العام للزيارة، وللخطابين القوييين للزعيمين الروحيين وبصفتهما تلك، جلالة الملك بصفته اميرا للمؤمنين، وفرنسيس الأول بصفته الحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية. وهو أفق يفتح طريقا اخرى للتعارف والتعايش بين أتباع الديانات في سياقات حارقة وملتهبة بالرهانات والتحديات في قضايا الإرهاب والهجرة والفقر والبيئة وتهويد القدس…الخ. أمر على العلماء والمثقفين والخبراء أن يتناولوه بتالبسط والتوضيح دفعا لكل أشكال سوء الفهم أو الاستغلال الايديولوجي والإثارة المجانية التي يتم تحريف النقاش نحوها، صرفا عن الأبعاد العميقة للحدث والإمكانات التي يفتحها للإسهام في الخروج من الأزمات التي يعانيها التعامل مع الدين في سياقنا المعاصر.