يا شبية الاحرار الإشتراكيون المغاربة من أنقذوا البلاد من السكتة القلبية
أن حكومة عزيز أخنوش ستظل في ذاكرة المغاربة، مشابهة للتقدير الذي كانوا يحملونه لحكومة عبد الرحمان اليوسفي
مضيفاً “إذا كان المغاربة يتذكرون التوافقات الديمقراطية ويحملون التقدير لليوسفي، فإنهم سيتذكرون أيضًا حكومة أخنوش وحجم عملها في مجال الرعاية الاجتماعية ”
هذا التصريح لقيادي من حزب التجمع الوطني للأحرار السيد بايتاس بتاريخ 6 يوليوز 2024 بالفنيدق خلال ترأسه لملتقى المرأة التجمعية..
وبعد شهرين خرج عنّا المنسّق الوطني لشبيبة الاحرار مساء الأمس بمسرح الهواء الطلق ليخبر العالم بأن الإشتراكيين المغاربة قد باعوا البلاد والعباد فترة حكمهم ثمّ انسحبوا..
المقارنة بين التصريحين يدفعها قبل التفصيل إلى مساءلة قيادة هذا الحزب بشكل إنكاريّ
من أنتم كهوية وموقف..! ؟ وبهذا التناقض الفاحش بين اعتبار تجربة الإشتراكيين المغاربة بقيادة المجاهد الفقيد عبد الرحمن اليوسفي نموذجا لقياس نجاح تجربتكم وبين اعتبارهم سماسرة وأولاد حرام باعوا البلاد والعباد وأمام حشد جماهيري شبابي وتحت مسامع رئيس الحزب وأغلبية قيادييه.. وأمام وزير سابق السيد اوجار في حكومة التناوب بقيادة الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي آنذاك المجاهد المرحوم عبد الرحمن اليوسفي..
كلهم وغيرهم كانوا شهود عيان على تحريف الحقائق وتزوير التاريخ وتمريره بهذه البشاعة إلى أجيال لم تعش هذه المرحلة المفصلية في تاريخنا السياسي الحديث..
ومن موقع مسؤوليتي كاتحادي منذ القطاع التلامذي لن نترك هذه النرجسية الحزبية تمرّ والتي بلغت مستوى من التضخم والغرور حد التهجم على كل التجارب السابقة وتراكماتها الايجابية في هذا المسار الديمقراطي الذي دشّنه – وبكل افتخار- الإشتراكيون المغاربة يوم نودي عليهم من طرف المغفور له الحسن الثاني لإنقاذ البلاد من السكتة القلبية….كان الفقيد عبد الرحمن اليوسفي ورفاقه وقتها في موعد مع الوطن على حساب أنانية الحزب.. ووسط إرث ثقيل تركته كل الاحزاب التي دبرت مرحلة ما قبل التناوب وعلى رأسهم حزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة السيد أحمد عصمان آنذاك
هذا الإرث الثقيل هو ما وصف في أدبياتنا السياسية بالسكتة القلبية للمغرب في الداخل كما الخارج
ونحن الآن على مسافة بعيدة عن هذه المرحلة لا يمكن للمحلل المتخلق سياسيا كان اوخبيراً إلاّ أن يقرّ بالإنجازات الجوهرية كإصلاح مدونة التغطية الصحية.. والتعليم.. ومصلحة المغاربة مع تاريخهم مع مدونة حقوق المرأة.. وتعويضات سجناء الرأي وترقية استثنائية لرجال التعليم والصحة وإنقاذ مؤسسات الدولة ذات البعد الاستراتيجي مثل القرض الفلاحي.. البنك الشعبي.. صندوق الإيداع والتدببر.. القرض العقاري والسياحي.. هي شرايين قلب الدولة التي أنقذها الإشتراكيون من السكتة القلبية دون نسيان المرافعات الدولية من أجل القضية الوطنية والوحدة الترابية ومن خلال رمزيته السياسية ووضعه الإعتباري على المستوى الأممي استطاعت أكثر من 48 بلد سحب اعترافها لجمهورية الوهم.. بدءاً بالهند وامريكا الاثينية ودول أفريقية وغيرها..
لم نبع البلاد ياشباب الاحرار.. بل انقذناه من أجلكم وغيركم من القادمين في الزمن..
نعم الإشتراكيون من كانوا لحظة انتقال العرش بين ملكين.. واستمرّ الوطن بكل الهدوء والاستقرار الآمن
كي تستمرّ الإنجازات التي نعتزّ بها اليوم كحلقة ضمن سلسلة ساهم فيها الجميع ومن كل الحكومات وبمختلف عقائدها وتوجهاتها…كي تصل إلى تجربتكم الآن ايها الاحرار فقط في تمجيد مرحلتكم فقط. ( ولنا عودة إلى الموضوع)
هو مسار بلدنا الذي انطلق مباشرة بعد التناوب وبهذه البصمة لحزب الاتحاد الاشتراكي التي لا يمكن لحماسة شبابية وطفولة سياسية ان تمحي آثارها وعمقها في تاريخ هذا الوطن جعلت عاهل البلاد وقائدها الملك محمد السادس يطلق اسم المجاهد الفقيد عبد الرحمن اليوسفي على فوج الضباطفوج الضباط الجدد المتخرجين 2019 بمناسبة عيد العرش
وبما تحمل هذه التسمية، دلالات قوية من طرف المٓلك محمد السادس الذي يكن احتراماً وتقديراً كبيرين لرجل الدولة الكبير ‘عبد الرحمان اليوسفي’ زعيم الإشتراكيين المغاربة إلى جانب تلك القبلة المولوية على جبينه بسرير المستشفى.. وإطلاق اسمه وبحضور على أكبر شارع بمدينته طنجة..
هل أنت ايها المنسق الشبابي أحسن من عاهل البلاد وبهذه التكريمات الرمزية الإستثنائية..
لذلك تقتضي الموضوعية أن لا يصدر التقييم بالقياس مع الإنتظارات والطموحات مهما كانت وجاهتها وقتها, بل بالقياس مع الوضعية التي ورثناها والظروف والإكراهات العسيرة التي تحملنا فيها المسؤولية
وهو ما يختلف مع وضعكم الآن بعد ربع قرن حيث جئتم فترة قطف ثمار من زرعوها قبلكم.. وبالكثير من التواضع ونكران الذات..
فتاريخ هذا الوطن لم يبدأ معكم كما تتوهّمون.. ولن يقف بعد انسحابكم
فعلى الأقل التزموا بالحد الادنى في احترام من سبقوكم من شرفاء هذا الوطن وفي طبيعتهم قائدنا المجاهد الفقيد عبدالرحمن اليوسفي الذي جيء به يوم كان الكل يبكي على الوطن ليزرع في رصيفه وردة
الاتحادي يوسف غريب