الإعلام الفرنسي و مزاعم تجسس المغرب !!
بقلم ذ.عادل بن الحبيب
كتبت الصحيفة الفرنسية “MEDIAPART” مقالا تحت عنوان “أن يتجسس علينا المغرب ، بصراحة إنه عار” لكنهم سارعوا إلى حذفه لانه مقال ينشر الكراهية و الحقد وفيه اهانة للمملكة المغربية و كله بهتان و كذب.
واضح من خلال المقال انه ليس واقعة التجسس هي التي صدمتهم ، بل ان تتجسس عليهم (دولة صغيرة جدا) حسب تعبيرهم و هنا يقصدون المغرب هو ماصدمهم . بمعنى اخر ان يتم التجسس عليهم من قبل روسيا او الصين او الولايات المتحدة الأمريكية او إسرائيل ليس إشكال بالنسبة لهم.
صحيفة فرانس 24 طرحت سؤال “ما ادلة المغرب على عدم استخدام يرنامج التجسس بيغاسوس الاسرائيلي” نجد من الغباء والعار ان صحفيا لقناة عالمية يطرح سؤالا من هذا القبيل . القاعدة القانونية في العالم تقول ” إن البينة على من ادعى ” وبالتالي يجب على الادعاء تبرير اتهامه وتعزيزه بالحجج الكافية الشافية ،آنذاك يمنح للمتهم حق الدفاع عن النفس . و نحن بدورنا نطرح السؤال ما ادلتكم على استخدام المغرب برنامج التجسس ؟؟!!
وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية أن هاتف الرئيس إيمانويل ماكرون كان ضمن قائمة من الأهداف المحتملة لعملية مراقبة لصالح المغرب في قضية برنامج التجسس بيغاسوس. وكشفت نفس الجريدة أن الجهاز الأمني المغربي اختار أكثر من 6 آلاف رقم هاتف يخص سياسيين و عسكريين و رؤساء أجهزة استخبارات و كبار المسؤولين و دبلوماسيين أجانب و نشطاء سياسيين كأهداف محتملة لبرنامج التجسس الإسرائيلي. و هذا ما يجعلنا نتساءل ما هي مهمة الأجهزة الأمنية أو مهمة أجهزة مكافحة التجسس في فرنسا ؟ لماذا المغرب يتجسس على كل هؤلاء الاشخاص؟ وما هو مصدر هذه القائمة المزعومة التي نتحدث عنها؟ من أنشأها؟ متى؟ وفق أية معايير؟ من يستفيد من هذه الحيلة النجسة والعفن وهذا التضليل؟
إن توقيت هذه الضجة ، أو بالأحرى هذا القبح الإعلامي البارز الذي تقوم به بعض الصحافة الفرنسية المعروفة بعدائها للمغرب ، و اتهام المغرب بالتسلل إلى هواتف شخصيات عامة مغربية وأجنبية ، عبر برنامج تجسس بيغاسوس ، ليس محض صدفة بل هو تخطيط ممنهج، فمنذ الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه ، اصبح مستهدف من اجل زعزعة استقراره و ما برنامج بيغاسوس سوى حيلة لها. هل نحتاج أن نتذكر أن الأشهر القليلة الماضية قد تخللتها توترات وأزمات دبلوماسية مع ألمانيا وإسبانيا والجزائر والآن فرنسا مع قضية التجسس المزعومة هذه؟ كل ذلك من اجل زعزعة استقرار المغرب الذي يبدو أنه يقلق عدة دول. وهذا رأي السناتور كريستيان كامبون الذي قاله بصوت عالٍ وواضح ” المغرب موضوع حملات إعلامية تشهير بهدف زعزعة استقراره و أضاف ” إن المحرضين على حملات التشهير الإعلامية هذه يسعون قبل كل شيء إلى تشويه صورة المغرب “
فليس هناك أية أدلة على تورط المغرب في قضية التجسس المزعومة ،هناك فقط تقارير اعلامية و مواد إخبارية صادرة عن صحف أجنبية منضوية ضمن إئتلاف يدعى” forbidden Stories ” . و المملكة المغربية اصدرت بلاغ فندت من خلاله كل هذه المزاعم والاتهامات. وتحدت وسائل الإعلام التي نشرت هذا التحقيق أن تقدم “أدلة واقعية علمية قابلة للفحص بواسطة خبرة وخبرة مضادة مهنية، محايدة ومستقلة، تثبت صحة ما تم ادعاؤه”.
وهذا ما أكده برنارد سكوارسيني ، الرئيس السابق لـ DST و DGSI ، أنه “من السهل جدًا” اتهام المغرب باختراق هواتف العديد من الشخصيات العامة المغربية والأجنبية ، عبر برنامج التجسس الإسرائيلي. لكن لا يمكن لأحد أن يتهم دون الإدلاء بشهادة و أدلة . فاين الادلة؟
مقالات الجرائد الفرنسة فيها الكثير من العنصرية و تحقير الآخر ، و يوضح جليا طريقة تفكيرهم المريضة. .هذه الرؤية المتغطرسة والازدراء للمستعمر السابق لدولة مستقلة ، والتي في رأيهم يجب أن تظل تحت سيطرتهم . وحتى اليوم ، لا تزال العقول الضيقة ، السياسية والإعلامية ، تحمل هذا الوهم الخاص بـ “العظمة” الذي لا يوجد إلا في مخيلتهم . نعم ، المغرب حر ، يسير بخطوة أكيدة نحو تعزيز علاقاته ، الإفريقية والعربية و الدولية ، و يتمتع بعلاقات مميزة مع الاتحاد الأوروبي . لكن ، مثل أي علاقة ناجحة ، لا يمكن أن تزدهر إلا باحترام الشريك . المغرب بلد مغاربي إفريقي ونحن فخورون لأننا بلد عظيم بتاريخنا وبعدنا المتعدد الثقافات فنحن عرب وأمازيغ وحسانيون وأفارقة ،نحن ولا نزال أمة عظيمة.
من المؤكد أن المغرب ليس متطورا مثل فرنسا ، لكن لا شيء يمنعه من أن يكون كذلك يوما ما بل ويتجاوزه. وهذا بالضبط ما يخافون منه . إن نجاح المملكة المغربية مقارنة بجيرانها الآخرين يمثل تحديا لهم ويخلق لديهم إشكال كبير .إنها طريقة قديمة بالنسبة لفرنسا لوقف تطور المملكة المغربية وإعاقة علاقاتها مع القوى الدولية الأخرى. سواء كانت إسبانيا أو فرنسا ، فإن هاتين الدولتين لا تريدان ان يتطور المغرب ويسلك مسارا آخر غير الذي يريدانه لها، المغرب بإمكانه مستقبلا ان يتفوق على دول اوربية كثيرة . ما يجب معرفته أن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، وانه انتهى زمن المستعمرات.