بقلم ذ.محسن الأكرمين … من روح يوم موت صلاح…
يقولون والعلم القطعي لمن عنده علم من الكتاب، أن الوقت بالجنة يمر مثل ارتداد طرف العين بلا حزن ولا مسيلات دموع، وبلا أحداث فزع اليقظة. ويقول الذي عنده علم من الكتاب أن وقت الجنة نزهة في الملكوت الرباني الإبداعي على الدوام وبلا انقطاع أحلام. لكن في الدنيا السفلية، تمر الأيام بحرق الساعات وتقسيماتها الكبرى والصغرى، وبنسب متفاوتة بالفوارق الفاصلة بين وفرة الفرح و قلة الحزن. تمر أيام عمر الحياة ولازالت المرأة الحزينة عن فقدان ابنها تتعلم الحكمة تلوى الأخرى، توصلت أخيرا أن الوقت يمكن أن يصنع أطفالا ليس من نسيج الرحم الولود نفسها، يومها قالت: ” أبناؤك ليس طبعا أن يأتوا منك لزوما، بل أن يمروا من تجربتك في الجوانب الجمالية الإيجابية التي تبقى ثابتة في المخيلة والذاكرة “.
تصافح مع الموت.
لكنها حين تصافحت يدا بيد مع الموت، كانت حازمة في مخاطبة الموت بلا وجع في الكلام، حين قالت:”أعد لي يدي، لا تمسك بها دواما، أنت من تغترف دم الموت نهما متزايدا، ليس لك أي مبرر يجعلك تمسك بيدي، وأنت من أخذت روح ابني أمام عيوني. سأبقى وحيدة أعيش مع فرحته لا موته، وأنتَ الموت وإن أُفْردْتَ في دار وَحْشَةٍ // فإني بدار الأنْسِ في وحْشة الفَرْدِ. هل تريد أن تفسد عني حتى راحة وحدتي؟ أنت حِمَامُ المنايا أنجزت وعد الموت، فاذهب عني بعيدا !!! اذهب بالبعد رغم أنك جزء من طبيعة نهاية الحياة، فأنا لا أهتم بلحظات احتساب الوقت الميت… لأن هدية السماء هي التي قد أخذتها مني عنوة ولا أمتلك سلطة العناد على التمسك بها بالنواجذ”.
حزن الموت.
تقول المرأة والعهدة على عاتقها:”لأول مرة رأيت الموت يبتسم ويتأسف خجلا، ويتراجع في مشيته وراء. للمرة الثانية أحس أنني حطمت قلبه الصلد وبات هو الألم بعينه، ويمكن أن يكون قد بكى خفية من عيوني. للمرة الأخيرة أدركت حقا أن موت السببية هو الأمر الآخر المختلف على أن تكون (أنت) ملك الموت المتحكم في نهاية الأنفاس !!! يا له من سجال بين الموت والحياة و التحكم في زمان التمكين والممكن!!! يا له من حجم قوة انفجار في تكاثف الوجود حين تنحصر مساحة الجمالية !!!