ذ.محسن الأكرمين… باحة تفكير : الموت يتغذى من الحياة.
من مصفوفات الحياة التي لن تتغير منذ زمن بدء الخليقة، حين لا نتمكن بتاتا التنقل من أبعاد الظلام إلى أحياز النور إلا بقبس علم يقيني. من سنن الحياة الدائمة حين يكسبنا الخوف مجموعة من الأسئلة البديلة عن فزع النفس حتى من صورة المرآة التي تفتننا مرارا لترتيب الذات عندها. قد تراودنا الرؤى الروحانية المتأنية بسير الجذب، ولكنا نفزع مما نخلف وراءنا من آثار الأقدام على رمال متحركة وغير ثابتة. قد نثق بحتمية نتيجة مسألة المقلاع الفيزيائية ونحن في صغر السن ونتحايل على اصطياد روح متعة لا فريسة. قد نسقط أرضا حين تضعف سرعة الحياة الواقفة، ونصبح نحن الفريسة بعينها، فقد (يصطاد الفهد للضرورة فقط، لا مكان لصيادي المتعة في الغابة، القتل للمتعة عاهة بشرية). قد لا نستطيع معاودة الوقوف قياما من ثقل حمل الذات الذي يزيد كرها على كره حين نفقد توأم الروح.
من لفافات النور قد نصنع قطن الحياة والنجاحات، ومن صدق الحقيقة قد نقلع بامتياز أفقا وتحقيق الأهداف المرجوة، و قد نضبط منبهات ساعاتنا الجماعية باليقظة وبناء لبنات التغيير. قد تكون الحياة غواية تخرجنا من توجساتنا الضيقة وتعلمنا قانون الجذب بكل أعراضه. قد تكون حروف الحياة لا تمتلك حرفا واحدا من كلمة الموت، لكن الموت لن تكون مرادفا طيعا للحياة، بل ضدا بنهاية الغواية الحياتية.
من سيئات معاملاتنا أننا نعمل على ترتيب متممات الموت ولا نثق وثوقا كاملا في أحداث المستقبل القادم وما يخفيه من مآسي أو أحلام نجاحات، لكن لندع قلوبنا تقول للحياة (شكرا… وأهلا بأنفاس حب التغيير). قد نعايش الموت و الكل يخافه مهابة، لكننا جميعا نحترمه لكرمه الحاتمي حين ينهي ألم الحياة. قد تترك الحياة رسم الشفاه الأحمر على الخدود الذكورية، لكنه قد يزول موتا بماء حمام بارد.
نحتفي بالحياة كرما (ببسمة طيعة وبقلوب فرحة… وبسعي نحو أفق النجاح بكثير من الإيمان…)، كما نحتفي بالموت حسرة ودمعة، لكنها في الأخير هي القواسم المشتركة بالتمايز بين فيض الحياة و مثوى الموت. وقد يتغذى طرفا على الآخر(الموت تتغذى من الحياة). هي ذي الحقيقة التي نتعايش معها باحتشام، ولا نقدر على تغييرها بمعادلة التصويب البنائي نحو فهم إشارات الحياة. هي حقيقة بناءات الثقة في المستقبل نحو النجاح فقط، والذي قد يشكل لنا جميعا فزعا ونخاف من حلم نجاح الذي قد ينقلب كابوسا مفزعا. هو نور الحياة المشع في كل منّا من خلال مكاشفة النفس، وتخيل الصورة التي تكون نموذجا ثم ( السعي اليومي لتصبح هذا الشخص المتخيل…). هي الحياة التي تستلزم الوثوق في الذات واقتحام المجهولات بلا رجعة انتكاسة، وبمعاودة المحاولات. هو النجاح الذي يزيح تفكير الموت ويبعث في الحياة الصوت العالي والحماسي الداخلي (سأنجح في المستقبل…).
قد لا نمتلك الراحة النفسية في حياتنا اليومية إلا من خلال مسكنات ومنومات ليلية صيدلانية. قد يمتلكنا القلق والحزن ولا نقدر على خلق التوازن النفسي الداخلي (فلا أحد يستطيع أن يأخذ منك ألمك غير الموت…). قد يكون قانون الجذب ملائما كصيغة للتعود على فرح النجاح ، والسفر خارج الزمان والمكان ثم (الوقوع في حب النفس أولا…). قد تفكر روحانيا في النجاح، فينجذب إليك بطواعية، ومرات عديدة يتحقق بمعاودة الكرّة مثل (نملة الإسكندر المقدوني)، فحين تقنع عقلك بأفكار النجاح فهي تمهد طوعا بأن تصبح على أرض الواقع مكسبا ميدانيا.