أقلام الوسيط
بقلم ذة. مريم زينون: المسيرة الخضراء معادلة الإصلاح والتحرر
لم يكن قرار تنظيم مسيرة وطنية شعبية لتحرير الأراضي الصحراوية من 350.000مواطن مغربي مسلحين بإيمانهم بالوحدة الترابية ووحدة الأرض والعرض من قبيل المجازفة بأرواح بنات وأبناء الوطن الموحد أو رغبة في التباهي بنجاح الملكية في المغرب،بل هو فلسفة واقعية تعتمد على معادلة الإصلاح والتحرير للأراضي الصحراوية المحتلة للتوحيد بين جميع المغاربة تحت راية الوطن لينعم الجميع بمغرب مسلم حر وعادل..
لقد ارتبط مشروع الإصلاح الوحدوي لدى المغفور له الحسن الثاني بتوحيد خريطة المغرب من طنجة إلى الكويرة والذي لا يمكن أن يتحقق إلا بإرادة وطنية شعبية تترجم إرادة ملك وشعب في رفع القيد الاستعماري على رقعة وطنه وجزء من رعاياه المغرر بهم..
قرار المسيرة الخضراء حقق معادلة الإصلاح والتحرر على مدار 45 سنة ،قرار تحكمه فلسفة المزج بين البعد الديني والبعد الوطني ،حرك جميع موازين القوى الدولية والعالمية لتعرف بالعبقرية السياسية والإرادة المطلقة والمتميزة لشعب له مرجعيته التاريخية في الدفاع عن سيادته الوطنية وهويته المغربية كمرجعية إسلامية..
هل كان يجرؤ الانفصاليون التطاول على شبر من الأراضي المغربية الصحراوية لو بحثوا في تاريخ المغاربة كفاتحين إسلاميين وكمشيدين ومصلحين ؟ ..وهل كان يقوى نظامهم المزعوم التطاول على السيادة المغربية بالتشكيك في شرعية وحدتها الترابية لو علم فقط من باب الاجتهاد الفضولي أن الحماية الأجنبية في تاريخ المغرب بثرت من ترابه الصحراء المغربية لكونها استفادت من استقرار رجالات العلم والدين بسبب موقعها الاستراتيجي وليس ضعفا أو استسلاما لمرتزقة الشرف والعرض ؟؟؟
سيظل المغاربة أمام التاريخ أوفياء لقسم الحفاظ على وطنهم وعثرتهم ودينهم ولو كره عصاة الوحدة والدين …