تربية وتكوين

“مدرسة دامجة” من خلال البرنامج الوطنی التربیة الدامجة لفائدة الأطفال فی وضعیة إعاقة

تشكل المؤسسة المدرسية المحدد الأساسي لإنجاح مشروع التربية الدامجة، فهي المجال المحتضن لمختلف أنواع المقاربات والمبادرات والتدخلات التي تفعل حق جميع الأطفال في عرض تربوي منصف فعال وناجع. كما أن المدرسة هي المجال الحيوي الذي يضمن للطفل إمكانات الاكتساب والتعلم ونمو إمكاناته وقدراته ومهاراته سواء على المستوى الفزيولوجي، أو العقلي أو الوجداني، أو الاجتماعي والأخلاقي.

إن المؤسسة المدرسية أضحت فضاء تربويا ديناميا يضمن حق الأطفال مهما كانت وضعياتهم أو ظروفهم الصحية أو النفسية أو الاجتماعية، في تربية محتضنة ودامجة، تمكن كل طفل من تحقيق كل إمكاناته في بناء شخصيته وكفاياته التي تؤهله للانخراط في معترك الحياة الاجتماعية. وعلى هذا الأساس فإن المجتمعات أصبحت واعية بأنه لا مكان في القرن 21للمؤسسة المدرسية الانتقائية للأطفال اللوامع والموهوبين، أو الإقصائية للأطفال في وضعية إعاقة، أو المحرومين

والمهمشين والمهاجرين وضحايا الحروب…الخ. لقد أصبحت غاية المؤسسة المدرسية عالميا هي ضمان الحق في التربية لجميع الأطفال… وهذا هو المبدأ الرئيسي لفلسفة التربية الدامجة، التي جعلت من أولوياتها اعتبار المدرسة حاضنة تربوية لكل الأطفال، وضامنة بكل إنصاف لحقهم في التمدرس دون تمييز أو إقصاء.

وفي هذا الإطار، فقد تحددت الأدوار الجديدة للمؤسسة المدرسية فيما يأتي:

  • تجاوز النظرة الستاتيكية لأدوار المؤسسة المدرسية المختزلة في الشحن والتلقين المعرفي للأطفال عبر سنوات التمدرس، باتجاه أدوار جديدة تتحدد في إعداد مشروع تربوي للمؤسسة المدرسية تتمركز أهدافه حول المتعلم من أجل تأهيله معرفيا ومهاريا للاندماج في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع،
  • جعل المؤسسة المدرسية حاضنة ودامجة لكل فئات الأطفال البالغين سن التمدرس دونما إقصاء أو تهميش أو تمييز لأي طفل مهما كانت ظروفه أو إعاقته،
  • اعتماد وتفعيل مبادئ وفلسفة التربية الدامجة، وذلك على مستوى التدبير الإداري والتنظيمي والتربوي المؤطر لسيرورات تمدرس الأطفال، بكل ما يفرضه على مستوى إعادة النظر في التمثلات والمواقف والممارسات لدى كل فرقاء الفعل التربوي بالمؤسسة المدرسية،
  • تيسير إجراءات تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة ضمن المنطق التربوي الدامج، بما يقتضيه ذلك من تبسيط المساطر الإدارية للتسجيل وضمان مقعد التمدرس، وتوفير الولوجيات والشروط اللوجستية والبنيات التحتية والوسائل الديداكتيكية الضرورية لإنجاح مسارات الدمج المدرسي والتربوي للطفل في وضعية إعاقة،
  • تحويل أقسام الادماج المدرسي الحالية (CLIS) إلى قاعات الموارد للتأهيل والدعم السيكوبيداغوجي، تعمل على توفير خدمات التدخل الطبي وشبه الطبي والسيكو اجتماعي إضافة إلى التدخل السيكومعرفي. (أنظر البطاقة رقم 3(،
  • إرساء مشروع المؤسسة الدامج، وذلك بإشراك جميع الفرقاء المتدخلين في تمدرس وتربية الطفل في وضعية إعاقة من إدارة إقليمية، وهيئة التفتيش، ومدير المؤسسة والفريق الطبي والشبه طبي، والمدرسين، وجمعية الآباء، وجمعيات المجتمع المدني،
  • تفعيل الآليات التربوية والبيداغوجية للدمج المدرسي من داخل مشاريع الأقسام، والمشاريع البيداغوجية الفردية للأطفال، وتكييف برامج ومضامين التعلمات، وجعل الطفل في قلب الحياة المدرسية.

لقد حددت المذكرة الوزارية رقم 73 بتاريخ 20 ماي 2009 موضوعها « إحداث جمعية دعم مدرسة النجاح بمؤسسات التربية والتعليم العمومي أهم أبعاد مدرسة النجاح في مجموعة من الأهداف نذكر من بينها:

  1. توسيع صلاحيات المدرسة العمومية.
  2. الانفتاح الواعي للمؤسسة التعليمية على محيطها الاجتماعي والاقتصادي.
  3. منح دينامية تربوية واجتماعية لجميع الشركاء والمتمدرسين بالمؤسسة التعليمية.
  4. توفير كافة الوسائل الضرورية للارتقاء بجودة الخدمات التي تقدمها المؤسسة التعليمية.
  5. القيام بشراكات مع مختلف الفاعلين في الحقل التربوي.
  6. تقوية دور مدير المؤسسة التعليمية إشرافا وتسييرا وتدبيرا.

المرجع: تنزیل البرنامج الوطنی التربیۀ الدامجۀ لفائدة الأطفال فی وضعیۀ إعاقۀ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى