أقلام الوسيط

أخبروا الرئيس ماكرون بأن الدم المغربي من فصيلة واحدة

أحالتني صورة عاهل البلاد حفظه الله على كرسي بمركز تحاقن الدم على صورة أخرى  لعاهله وهو بالقميص الوطني خرج  ليتقاسم مع الشعب المغربي فرحة  التأهل إلى ربع نهاية العالم.. 

بين الصورتين جغرافية وطن على قلب واحد ودم أوحد في السّراء كما الضرّاء… في الصعود كالنزول على حدٍّ سواء..

إلى حدود الأمس خرجنا جميعا إلى الشارع للاحتفال بأنفسنا.. ونخرج اليوم إلى الشارع وحدنا من أجل التعاضد والتضامن.. كما في تجارب مماثلة في السابق، وتغلبنا  عليها  بهذه الروح الواحدة الموحدة لتجاوز فاجعة الحوز بأقل الأضرار

في كل مكان من مدننا   مواطنين ومؤسسات عامة و خاصة، تتلاقى الجهود العامة لتوفير مواد الإغاثة تحت قيادة  جيشنا الأبي الصامد.. 

كانت صور هذا المشهد الملحمي تحمل أكثر من رسالة للاصدقاء قبل الأعداء بأن بهذا الوطن  شعب جبّار يحبّ بلده أكثر من نفسه… تلك هي بلاغة صاحب الدرّاجة الذي انصرف بهدوء وسط الزحام بعد أن سجل حضوره التضامني… وكيف لا تقف احتراما لتلك العجوزة وهي تخترق الشارع بقنينة زيت 5ليتر مساهمة منها في تخفيف العبء على وطنها… ويبكي المرء أمام تلك السيدة وهي تخلع خاتمها للتبرع به.. ووو

هي صور تؤشر على أن دمنا واحد وعلى قلب واحد تحت شعار الله الوطن والملك.. 

نعم.. نحبّ ملكنا.. لا كسلطة بل كوجود وطني ورمز الهوية والتاريخ منذ 12 قرن وقبلها بكثير.. 

ونحب الملك محمد السادس لانه أيضاً رمز نخوتنا وعزتنا وكرامتنا وبحس النّدية والمواجهة أمام قوات الإستكبار الاستعمار القديم.. التي تحاول ومنذ زمان استغلال اية ضرفية استثنائية لضرب هذا الرابط الروحي والحضاري بين العرش والشعب المغربي.. وهو ما يفسر هذه الحملة المسعورة لوسائل الإعلام الفرنسية التي استغلت رفض المغرب قبول المساعدة من باريس باعتباره قرار سيادي كي توجه الرأي العام حول عاهل البلاد ومحاولة تشويهه بمختلف الأساليب الحقيرة.. بلغت مستواها عند الرئيس الفرنسي وبدون حياء أو خجل في أن يخاطب المغاربة بشكل مباشر.. ضدا عن كل الأعراف والتقاليد الدبلوماسية.. 

ورغم هذه الزلة الدبلوماسية علينا أن نقرأها من زاوية أخرى أكثر إيجابية بالنسبة إلينا كمغاربة قيادة وشعبا.. 

منها ان هذا الرئيس المراهق استغل النافذة كأي لصّ ليطلّ علينا بهذا التخاطب الإنساني بعد أن سدّت عليه الأبواب بمدينة الرباط.. وإلى ما نهاية الماكرونية بباريس.. وفي الصورة ما يعطي أن المغرب بلغ من القوة والتأثير ما يجعله ينظر إلى فرنسا من الأعلى كنوع من التحرر النهائي من الإرث الاستعماري بشكل نهائي.. 

وهي الجملة التي قالها صاحب الجلالة الملك محمد في القمّة الإفريقية الهندية سنة 2015  حينها شنت نفس وسائل الإعلام الفرنسية هجوما غير مسبوق على عاهل البلاد وتعرض حينها السيد الحموشي لما سمي بالمساءلة القضائية.. 

قبل هذا بسنة (2014) وفي جولة تاريخية حاسمة لجلالته قال بإحدى الدول الإفريقية بأن إفريقيا لا تحتاج إلى مساعدات بل إلى شراكات.. وفى خطاب الخليج أوضح للجميع بأن المغرب ليس حديقة خلفية لأي أحد.. 

هو صراعنا مع هذه الدولة الاستعمارية.. التي تعتبر المغرب بقيادة جلالة الملك وشعبه الجبارالذي لم يكف بتحرر نفسه بل أصبح قائداً وملهما لتحرير بقية الشعوب الإفريقية وخاصة الفرنكفونية.. 

وإن كان هذا الصراع يدار البارحة باسم العصابة بالجزائر فقد جاءت هذه الازمة كي يخرج إلى الوجود ويظهر للعالم بأن فرنسا موجوعة جدّاً.. جراء القرار السيادي المغربي الذي اعتبر فرنسا خارج اهتماماتها.. وإلى الأبد.. 

أما رسالة ماكرون ما هي إلا بداية عودة فرنسا لحجمها الطبيعي..

ليكون التاريخ بذلك أكثر إنصافاً وعدلاً في حق المغرب كبلد يرفع الفيتو في وجه الماكرونية بفرنسا  

يوسف غريب كاتب /صحافي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى