أقلام الوسيط

الحقيقة الغائبة في الندوة الصحفية لمهرجان كرنفال بيلماون الدولي

” إطلاقاً.. لايمكن إقصاء شباب وجمعيات الأحياء.. مع من غانديرو هاذ المهرجان.. مع ؟؟!”

هو تصريح لنائبة رئيس جماعة أكادير المكلفة بالشأن الثقافي بالمدينة على هامش الندوة الصحفية لمهرجان كرنفال بيلماون الدولي…الندوة نفسها وبكل تفاصيلها وتسفيرها نحو قلعة أكادير أوفلاّ شاهدة على هذا الإقصاء والتغييب للفعاليات المحلية أثناء تقديم البرنامج العام لهذا المهرجان… بل إن ملصق التظاهرة نفسه لا يحمل ولو إشارة إلى هذا التنسيق التي تزعم هذه المكلفة بالشأن الثقافي بالمدينة على أنّه قائم.. ليبقى السؤال الأكثر تغييباً في هذه الندوة ماهي القيمة المضافة لهذه التظاهرة في الوقت التي شهدت كل أحياء المدينة تظاهرات مماثلة قبل اسابيع..حتّى ان البرنامج المقترح لتظاهرة المجلس الجماعي لا يختلف عما قدمته جمعيات الأحياء بالمدينة.. وإذا حدفنا الكرنفال بصيغة التجميع.. فإننا أمام تصغير لمهرجان تيميتار من خلال سهرات تم استقطاب اسماء فنية ذات جماهيرية شعبية من أجل انتشاء وهمي لاغير..

إن الحقيقة الغائبة وسط هذه الأقنعة التنكرية ولغتها الخشبية هي أن المجلس الجماعي في شقه الثقافي لا يملك اي تصور او تمثل لهذا المشروع حتى بعد المصادقة عليه.. وهو ما يفسر هذا التخبط والضبابية في التصور والأهداف.. نتج عنه العجز التام لهذا المجلس في أجرأة مشاريعه الثقافية وغيرها.. ليستعين بخدمات إطار جمعوي جهوي من بين أهدافه تنسيق وتأطير المشاريع الثقافية للجمعيات الجهوية وله إسهامات جد مهمة في هذا المجال لنفاجئ جميعاً بهكذا تأطير لتظاهرة كان من الأولى ان تكون من نصيب صناع الكرنفال بالأحياء عبر فيدرالية.. حتّى لا يتم الحديث وبقوة عن السطو وغيرها من تعبيرات الرفض والتهجين..

وحتّى لا نتنكرّ وراء قناع البحث العلمي الذي لا يستقيم الا داخل رحاب الجامعة.. فإن كلمة ( مهرجان دولي)  لن تخلق التميز ولن تصل أبداً إلى نجاحات كرنفال الدشيرة الذي استقطب أكثر من 32 فرقة على امتداد اربع كلم وبحضور وازن ومنظم فاق حسب الإحصائيات الرسمية 120 الف

هي نجاحات قائمة الذات تسائل هذا للإقحام لأنف الجماعة الحضرية في التشويش عليها والبحث عن شعبية زائفة وراء أقنعة الكرنفال وجلود الماعز..

أليس هذا الوضع دليل غن الفقر في الإبداع والابتكار لدى هذا المجلس..

مالذي يمنع هذا المجلس التفكير في إحياء مهرجان الموسيقى الإفريقية وتكون مدينتنا سباقة في الانخراط في ما يسمى حاليا بدبلوماسية المحيط الأطلسي خاصة وأن بلادنا احتضنت مؤخرا الاجتماع الوزاري الثالث للدول المطلة على المحيط الأطلسي.. وبامتياز استثنائي هو أن رئيس الجماعة هو نفسه رئيس  الحكومة الذي يقود هذا التحول الاستراتيجي من حوض البحر الأبيض نحو المحيط الأطلسي الإفريقي..

هذا هو السقف المنتظر من الجماعة الحضرية كمؤسسة ولادة ومستوعبة للرهانات الوطنية والدولية ترتقي بالمدينة ووسط المملكة نحو مصاف المدن العالمية الكبرى كبوابة فنية إفريقية

أما ان تتحول إلى جمعية محلية تتنافس مع غيرها على الكرنفال.. فذاك مؤشر على أن السبع سنوات العجاف ما زال مستمرّة..

يوسف غريب كاتب / صحافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى