“كعكة 12 مليار “التمثيلية البرلمانية تطوع لمحارب الريع وليس للمشاركة في الغنيمة.
بقلم : ذ.عادل بن الحبيب
أن تخوض في السياسة يعني أن تكون على قدرٍ كبير من المسؤولية، أن تكون صاحب ضمير وقضية، أن تكون المبادىء هي أساسك ومنارة الإهتداء لديك، وليس الخطابات الرنانة البعيدة عن التطبيق الواقعي الذي ينهض بالدولة ويصلح أساسها ويقف أمام كل من يهدد أمنها ومستقبلها.
المشكل الذي نعيشه في المغرب ، أن الخطاب السياسي عندما عبارة عن سلاح سام يتم به استمالة المواطن المستضعف عن طريق تزيين الكلام وتزويقه واللعب على نقاط ضعف المواطن . نجد من يتحدث باسم الدين كي يوهم الناس بأنه هو المخلص و المصلح الصالح. الاتجار بالدين أصبح تجارة مربحة بامتياز في زمننا.
ان المجتمع التي لازال يؤمن بالخطاب الشعبوي لا يمكنه أن ينتج خطابا سياسيا علميا يبث الروح المواطنة والوطنية من أجل مؤسسات فاعلة، بعيدا عن الفكر النفعي، الذي لازال يأمن بالقرابة الدموية والمجاملات الاجتماعية و القبلية .
يتعذر الحديث عن خطاب سياسي يؤمن بمعنى الممارسة السياسية والتعاقد السياسي بقدر ما يمكننا الحديث عن عبث سياسي لا أقل ولا أكتر.
لو كان أصلاً! التعاقد السياسي موجود ما وصلنا الى ماوصلنا اليه الان من جشع و انانية و توزيع للغنائم . ما معنى ام يتم الإصرار على توزيع 12 مليار على برلمانيين في عز الازمة و في عز الجائحة التي جعلت الكثير يفقد عمله و دخله القار اما كليا او جزئيا. أصروا على برمجة قانون معاشات البرلمانيين في الدقائق الأخيرة من عمر الولاية ، ليظفروا برابيل ضخم و الوطن في عز الازمة .” بلا حشمة بلا حيا” يردون توزيع كعكة 12 مليار . و ستجد نفس هؤلاء البرلمانيين خلال الانتخابات يأكلون اللبن و سيكوك و البيصارة في الأسواق، و يحلفون بالله انهم يريدون مصلحة الوطن و المواطنين و انهم ترشحوا من اجل محاربة الفساد و الريع ….. لماذا لا يتم تمرير هذه المبالغ من اجل مساعدة كل الفئات الهشة التي عانت و تعاني و لا تجد درهم واحد في جيبها.
يجب أن يعلم هؤلاء البرلمانيين أن التمثيلة البرلمانية هي عمل تطوعي غير إجباري، وذلك من أجل المساعدة على إيجاد حلول لمشاكل الوطن ولتخفيف الأعباء عنه، وليس إضافة أعباء جديدة تُثقل كاهل خزينة الدولة (الفقيه الي نتسناو براكتو يدخل للمسجد ببلغتو). التمثيلية البرلمانية تطوع لمحارب الريع وليس للمشاركة في الغنيمة. المواطنون لم يجبروا أحدا لتمثيلهم، فلا أحد سيصوت لشخص هدفه ضمان تقاعده لأنه تشجيع على الفساد ولن نقبل به.
يجب ان نعيد النظر في أنفسنا، وأن نعيد تعريف الوطن في قاموس مصطلحاتنا، فالوطن لم يكن يوما مرتبطا بالسياسة والسياسيين فقط، بل الوطن مرتبط بالشعوب، الشعوب هي الوطن، لذا علينا أن نؤمن أننا إن أردنا أن ننهض بأوطاننا فعلينا أن ننهض بالمواطن وخاصة المواطن المقهور و الضعيف .