أقلام الوسيطتربية وتكوين

التعثر الدراسي ظاهرة معقدة في واقعنا التعليمي

بقلم ذة : مريم زينون

أـ العوامل الذاتية
يذهب بعض علماء التربية والنمو السيكولوجي عند الطفل اٍلى ضرورة الٍاقرار بتفاعل العوامل العقلية والشخصية والمدرسية في تشخيص ظاهرة التعثر الدراسي لأنه لا يمكن اعتبار الذكاء العامل الأساسي للظاهرة لكونه يتأثر بالمحيط ومتغيراته السوسيو- ثقافية والاقتصادية ،و من أيسر مظاهر العوامل الفردية التي تؤثر في التعثر الدراسي عدم قدرة التلميذ على التمييز الدقيق أو المبسط بين متغيرات أو ثوابت العملية التعليمية التعلمية أو التذكر والتحليل والمقارنة ، أو معاناته من بعض الٍاعاقات العضوية كضعف البصر أو السمع أو بعض الأمراض المزمنة ( النقص الحسي) اٍضافة الى بعض الخصائص العاطفية والوجدانية وقد جاء في بيداغوجيا التقييم والدعم لعبد اللطيف الفرابي و محمد ايت موحى في سلسلة علوم التربية 1991″ أن التعثر قد ينتج مثلا عن اضطرابات انفعالية تبدو في قلق التلميذ وعدم استقراره النفسي أو فقدان الثقة في النفس أو الإحساس بمشاعر النقص…مثل هذه الاضطرابات الٍانفعالية تعرض التلميذ لمصاعب متعددة عند مجابهة المواقف التعليمية مما يؤدي اٍلى تأخره الدراسي ” فضعف الأنا الشخصية بسبب عدم تكامل المعطيات النفسية والفيزيولوجية تجعل التلميذ يقف في حيرة وقلق نفسي يدفعه اٍلى الشعور بعدم الٍاطمئنان داخل الفصل الدراسي خاصة اٍذا كانت علاقته بالأسرة تتسم بالصراع والنزاع بسبب المتابعة الشديدة والمبالغ فيها لتمدرسه أو اٍهمالهم له. وقد يكون أحيانا عدم الاهتمام بمشاكل التلميذ الفردية دافعا أمام اصطدامه بأدنى اٍجحاف مدرسي أو اٍقصاء غير ممنهج داخل العملية التعلمية يجعله يميل اٍلى الكسل أو يعزل نفسه خارج اللعبة التعليمية.
ب ـ العوامل الخارجية
يرى بعض المهتمين أن ظروف الحياة الصعبة وتدني المستويات الٍاقتصادية والسوسيو-ثقافية للأوساط الشعبية المحرومة يشكل عقبة واضحة أمام التلميذ مقارنة بالطبقات المحظوظة والمفارقة على مستوى متغيرات الوسط من اٍمكانيات مادية وطرق تربوية وعلاقات أسرية وعدد الأفراد داخل البيت والمعينات النفسية (غرفة خاصة، وسائل اللعب) والنمو المعرفي للتلميذ ، فالإمكانيات السوسيوثقافية والٍاقتصادية والٍاجتماعية تعتبر عناصر أساسية لتحقيق توافق دراسي .
فمبارك ربيع في كتابه “عواطف الطفل ” يقف عند أهمية الوضع الٍاجتماعي للأسرة في مسار التلميذ التعليمي ، فبقدر ما تسود علاقات الٍانسجام بين الأبوين من جهة وبين الأبناء من جهة ثانية بقدر ما تتحدد لنا طبيعة العواطف لدى التلميذ في تناقضها أو تفاعلها مع الحياة النفسية والٍاجتماعية والجسمية للطفل وما يحيط به كما أن الوضع الثقافي للأسرة ومستوى وعيها وتعلمها وما توفره من وسائل ومعينات تربوية داخل البيت وما يطبع الجو العائلي داخل أوقات الفراغ وخارجه كفيلون بأن يؤثروا على نمو مدارك التلميذ ويفتحوا مجالا للتفاعل مع الموضوعات الحية داخل الأسرة والمدرسة أو في ٍطار علاقاته مع الآخرين فيميل ٍالى الخلق والٍابداع .
يتبع ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى