أجهزة الأمن بالمغرب: رجال جعلوا للوطنية عنوان بقلم:- ذة : مريم زينون-
بعض الناس يتركون بصمات واضحة في تاريخ وطنهم حتى بعد رحيلهم ،هذا هو حال المجندين من أبناء المغاربة الذين أصبحوا عنوانا للوطنية الصادقة في مواجهة اجتياح وباء كورونا كوفيد 19 واغتصابه لحقهم في السلامة الصحية وحرية التجول والتجمهر . هؤلاء المجندون منهم سلطات أمنية وأطقم طبية سرقوا إعجاب الشعب المغربي وشعوب العالم بالتزامهم وراء قائد البلاد بضمان الاستقرار الأمني والصحي لشعبهم وضيوفه المقيمين به من بلدان أخرى على الوجه الأكمل ،مما فتح شهية المجتمع المغربي بمؤسساته للتطوعية في رفع رهان التحدي العالمي لمواجهة الوباء بما بدأوا يخصونه بصور ومقاطع فيديو خاصة من صلب الأحداث ،فعلا مقاطع توثق لحظة الاتحاد الروحي ضمانا لحسن العاقبة والمصير. ووعيا منهم جميعا بأنها معركة فاصلة ومسؤولية نجاحها ملقى على الجميع ملكا وحكومة وشعبا لأجل قيادة سفينة النجاة. وأهم ما يميز مستوى التجنيد الوطني هو التصميم العسكري والأمني لقوات الأمن ورجال السلطة في ضبط العدالة المجالية بحماية المواطنين من ظلمهم لأنفسهم بالتعرض لعدوى الوباء ،رغم بعض الحوادث العرضية والتي لا يمكن أن تترجم إلا الغيرة المواطناتية في ضبط وضعية القط والفأر التي تحلو لبعض المواطنين ممارستها مع رجال السلطة في المغامرة بتصعيد عرقلة الأمن العام . نعم قد تكون الأخطاء التي يقع فيها بعض رجال السلطة تحت ضغط الظرفية القهرية التي تعيشها البلاد غير مهنية ولكن لا يمكن الطعن فيها ما دامت ترمي لخدمة الصالح العام وخدمة الأهداف السامية للوطن والمواطنين ،وحسبنا من المواقف التقزيمية للواجبات الوطنية التي يقدم عليه هؤلاء المجندون انتصارا لتقوية الصفوف بين المغاربة وكسب رهان الانتصار على الوباء ! نعم لا يمكن التنكر للحقيقة المجردة أو طمسها ما دامت فاعليتها مستمدة من الروح الوطنية وما يمليه الاستعداد لأزمة لا تقبل المراوغة والنفاق بقدر ما تتطلب تحصين النفوس وإن كلفت التضحية كجهاد وطني ،ولا يجوز محاربة أو إحباط هذا الشعور بالنضال من أجل قضية وطنية، بل وجبت تقويته بكل ما يمكن من التعاطف والتضامن لإنقاذ البلاد لأنه مهما اختلف المواطن مع رجل السلطة ففي النهاية هما متفقان على وجوب النضال لصالح الوطن…
“.. فاتحدوا ولا تتخاذلوا واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” المغفور له محمدالخامس7مارس 1956