أقلام الوسيط

رائعون انتم ايها المغاربة. بقلم سدي علي ماءالعينين

 

لسنوات كنا نخاف من الموت لضعف قطاعنا الصحي،
وعندما جاء الفيروس مات مواطنو ن بالمآت بدول تثق في قطاعها الصحي ولا تخاف الموت،
كانوا يثقون في أنظمة دولهم الديموقراطية والمؤسساتية، وكنا لا نثق – ومنا من لازال – في دولتنا ومؤسساتها،
اليوم حري بنا ان نعترف ان قوتنا في نظام مخزني راكم تكوينه وبنياته عبر القرون، وحصن نفسه ووطننا من كثير من المحطات الفاصلة:
ألسنا نحن من لم يخضعوا للدولة العثمانية؟
ألسنا نحن من لم نستعمر وطالبنا بالحماية؟
ما سيكتبه التاريخ ان عهد الحسن الثاني، كان عهد قمع واعتقال واغتيال، وكان طبيعيا لجيلنا ان لا يثق في هكذا حكم ونظام.
ولكن لا يمكن أن ننكر ان ما ناضل واستشهد واعتقل وعذب من أجله الوطنيون الديموقراطيون كثير منه وجد طريقه إلى التحقق مع الملك محمد السادس،
وسيكون حماسة القول اننا نعيش نظاما مثاليا، فلا زال طريق النضال شاقا وطويلا، و انتظارات المواطنين في التعليم والصحة والعدل والأمن والعيش الكريم تحتاج إلى رجة حقيقية،
لكن في الوقت نفسه، علينا أن نقر ان تدبير محنة فيروس كورونا جعلتنا نختبر مؤسساتنا في الميدان، فكان المقدم والشيخ في مستوى مهامهم بعيدا عن نمطية 20درهم ” تدويرة”
وخرج القياد و البشوات رجالا ونساء بزيهم العسكري بعيدا عن ربطة العنق، وكان خطابهم حداثيا بتكوين حقوقي لا يمكن نكرانه،
وكان لمصاحبة الإعلام و مواكبته لخرجات السلطة دور في تغيير صورتنا عن صحافة الإثارة و التضليل،
رجال الأمن والدرك والقوات المساعدة و الوقاية المدنية ابانوا عن إنسجام وتكامل مؤسسات أعطى للمواطن الثقة والأمان،
ولا يمكن أن نصف نضالات رجال ونساء قطاع الصحة وهم في الصفوف الامامية لا يشتكون من قلة المعدات ولا ضعف التجهيزات، لأن حبهم لمهنتهم ووطنهم جعلهم جنودا في الحرب ضد الفيروس،
اما رجال التعليم فمبادراتهم الخلاقة وانخراطهم في برنامج الدراسة عن بعد ،إبان عن معدن أصيل في هذه الشريحة التي لم تكتفي بما اقرته الدولة والوزارة، بل أبدعت اشكالا تواصلية قمة في التربية و المواطنة،
رجال الأعمال، من أصحاب المقاولات الخاصة الذين انخرطو ا في عز ازمتهم بسبب الفيروس في حملة تضامن و مساهمة في صندوق الدعم،
مواطنون تجاوبو ا بتلقائية مع الحجر الصحي، اغلقوا عليهم بيوتهم وحتى غرفهم، وقد انقطع قوت يومهم، ولا معين لهم، يعدون الأيام كما يعدون دريهماتهم وماخزن من زاد، لكنهم ملتزمون بتدبير دولتهم راضين بقدرهم، واثقين من تكافل مجتمعهم وتضامنه معهم،
هؤلاء هم المغاربة، وهؤلاء هم عزوة البلد وعزة الوطن،
وكما هو حال كل الحقول والأشجار، مهما عاشت في نفس البيئة وسقيت بنفس الماء وتلقت نفس الرعاية، فإنها في وقت الحصاد لا تعطي نفس المنتوج وبنفس الجودة، فيكون التفاوت، ولله في ذلك حكمة،
كذلك الشعب لا ينخرط كله، ولا يتفهم جله، فبعضه جبل على العصيان والعناد، وقبل ان نرجو منه خيرا في عز أزمة الفيروس، فإن واقع الحال انه كان دوما عاصيا حتى مع محيطه ونفسه وكل من حوله،
سنعبر بسلام، وسننجح، و سنكون قدوة للعالم في حسن تدبيرنا، وبعد نظرنا، وقدرتنا على مجابهة الصعاب، وسيكون لذلك أثر على جاليتنا، واقتصادنا، وقضايانا العادلة،
هذا التفاؤل ليس من صنع خيالي، ولا بدافع حماستي، لكنه نابع مما سردت من وقائع، وما تابعت من قرارات، وما عاينته من تجاوب و مبادرات،
اما من هم خارج السرب، من طينة النبتة التي تفسد الزرع، فلن نمل ونكل من تكرار :
خاليك في دارك… ها العار… خاليك في دارك.
فهل تعتبرون؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى