ثقافة وفن
الفنان التشكيلي الإمام دجيمي طاقة لاتنضب
- أنا الموقع أسفله الإمام دجيمي من مواليد مدينة أكادير بتاريخ 06 دجنبر 1970، فنان تشكيلي وأستاذ التربية التشكيلية وفاعل مدني وسياسي بالمدينة نفسها.. من أسرة صحراوية عرفت الاعتقال السياسي والاختطاف القسري سنوات ما اصطلح عليه بسنوات الرصاص.. وترعرعت في بيت طغى فيه النقاش السياسي أكثر من أي حقل فكري آخر.. لدى وجدت نفسي أعيش بين الفنان التشكيلي والفاعل السياسي المرتبط بواقع المواطن وانتظاراته..
المسار الفني: كأغلب الفنانين ارتبط مساري الفني من خربشات الطفولة ثم الدراسة بشعبة الفنون التشكيلية بثانوية الحسن الثاني بمراكش، والالتحاق بالمركز التربوي الجهوي لأتخرج منه أستاذا للتربية التشكيلية.. تلاها الانضمام وتأسيس جمعية تهتم بالفن التشكيلي وتنظيم العديد من التظاهرات التشكيلية جهويا ووطنيا وخارج الوطن.. وعُرِف مساري الفني بمقاربة ونهج فني واع بهدف ودور الفن المعاصر في واقعنا الحالي.. وعلى دور الفنان داخل المجتمع، ومدى استيعابه للتحولات الفكرية والمجتمعية، إلى جانب النظرة الكونية للأشياء.. وتجاوز المعيقات الفكرية الموروثة في تراثنا الثقافي العربي والإسلامي.. والسعي إلى تطوير نظرتنا للعالم ومحيطنا الإقليمي، والمساهمة في نشر ثقافة التنوير.
المشروع الفني: يتجلى في سبر أغوار التراث الصخري في الصحراء المرتبط بالنقوش الصخرية، والاطلاع على تقنياته وأساليبه.. ومساءلته إبداعيّاً وجماليّاً من خلال تنظيم معارض تشكيلية متنوِّعة تضمُّ اللوحات الصباغية والإرساءات التشكيلية Installations والفوتوغرافيات المعبِّرة عن وعي الفنان بقيمة هذه الآثار، لذلك جعلت تجربتي الفنية الأخيرة ممتدة وشكلا من أشكال التحسيس بأهمية المتروكات واللقى والنقوش الصخرية التي تتعرَّض يوما بعد يوم في الصحراء للتفتت والانقراض والضياع والاندثار بسبب عوامل الطبيعة من جهة، وبسبب عمليات النهب والسلب التي تمارسها جهات برَّانية دخيلة في غياب حماية حقيقية مؤسَّسة وتصدٍّ واسع لكل اعتداء يمس الذاكرة الثقافية والتاريخية الصحراوية.. ولا يرقى إلى طموحنا في الحماية والتحسيس.. ولا شك أني أحاول من خلال هذه المعارض المساهمة في كتابة وإعادة كتابة جزء من تاريخ الأثر.. وأثر التاريخ في الصحراء رغم ما يرافق ذلك من إكراهات، لكن بأفق جمالي مفتوح وحالم يشعرني بانتمائي وبمسؤوليتي كفنان وكإنسان..
الاهتمامات الأركيولوجية: إن هذا الموروث الإنساني العالمي المرتبط بالنقوش الصخرية، وما يتعرض له من تخريب وسرقة وتدمير هو ما دفعني للالتزام بالدفاع عنه والاهتمام بأركيوليوجيا ما قبل التاريخ بالصحراء.. والعودة إلى مدرجات الجامعة ونيل الإجازة في التاريخ حول موضوع “فنون ما قبل التاريخ.. قراءة في تاريخ الفن.. النقوش الصخرية بالساقية الحمراء نموذجا”.. والإعداد لماستر حول موضوع تقنيات وأساليب النقوش الصخرية قبل وقبيل التاريخ بإقليم الساقية الحمراء..
وكما هو معلوم أن التراث المادي الصحراوي يحبل بالعديد من الآثار والشواهد المادية الضاربة في العراقة والقِدم، من ذلك النقوش الصخرية التي تعد ذاكرة مشتركة وحافظة جمعية تختزل في عمقها نقوشات صخرية قائمة على التعدُّد والتنويع. وبالنظر إلى طبيعتها (التاريخية والفنية)، يتضح على أنها تؤرِّخ لفترات مهمة من حياة المجموعات البشرية بالصحراء، إذ أن الرسومات المكتشفة -التي تختزنها الصخور والأشكال والرموز والتصاوير المفردة (الموتيفات) التي تغطيه- تعكس، في نواح تعبيرية كثيرة، أنماط العيش في الصحراء في مراحل وظروف بيئية متعددة.. إلى جانب عديد من الآثار والبقايا التي تكشف عن الدلائل والرموز والرسومات التي تشير إلى تنظيمات بشرية وتشكلات حيوانية قديمة وعناصر ملموسة مازالت تحفظ أثر حياة سحيقة كانت هناك.
الفن التشكيلي بالمغرب: لا يمكن أن ننكر فضل ونضالات مجموعة من الإخوة الفنانين التشكيليين الأموات منهم والأحياء.. الذين سهروا وساهموا في إبراز الفعل التشكيلي بالمغرب.. إن على المستوى الإبداعي أو البيداغوجي أو الحقوقي أو التسويقي.. كل حسب اجتهاده، سواء كان بشكل فردي أو جماعي داخل جمعيات وطنية أو نقابات.. وسواء اتفقنا أو اختلفنا معهم.. فما تحقق على أرض الواقع مقارنة مع الدول المجاورة لا يمكن نكرانه وإن كان لا يرقى إلى مستوى طموحاتنا.. وأرى أن الساحة الفنية المغربية في تطور وابتكار متجدد، وجرأة في تناول الموضوعات، وخلخلة لطابوهات الثالوث المقدس “الدين والجنس والسياسة” وملامستها للقضايا الفكرية والفلسفية المعاصرة.. وكذا تميزها على المستوى الإبداعي، بالمقارنة مع فناني الدول العربية والأفريقية، وأما بخصوص مستقبل الفن البصري المغربي المعاصر، فأنا متفائل لما ينتجه بشكل مسؤول وواع المبدعون الشباب اليوم، ومواكبتهم للتطور التشكيلي البصري على المستوى الدولي.
الطموح والآمال: أنا بطبعي دائما متفائل كما أسلفت، طموحاتنا كبيرة وآمالنا أكبر.. وعلى الفنان الحقيقي أن ينخرط في قضاياه المحلية والدولية سواء كانت إنسانية أو فكرية أو فلسفية أو جمالية.. وأن يطور تجاربه دون السقوط العكسي في برجه العاجي.. وأن يواكب التجارب العالمية من حيث المناولة والإنجاز والمقاربة والتقنية.. فالعالم أصبح قرية صغيرة، ووسائل الاتصال والتواصل قربت المسافات والرؤى والمناهج.. وما علينا سوى الانخراط بكل وعي ومسؤولية، لنضمن لنا موقع قدم في هذا الخضم أو لا نكون.
مع تحياتي وتقديراتي.
توقيع الإمام دجيمي
منقول عن جريدة الشمال عدد 1006ضمن زاوية بيان فني والتي هي من إعدادي..وكان من المفروض الإشارة إلى المصدر..وذلك أضعف إيمان النشر…
يوسف سعدون..
فنان تشكيلي ومسؤول عن الصفحة الفنية لجريدة الشمال
نحن توصلنا بالمقال من المعني بالأمر مباشرة الأستاذ ليمام دجيمي ولم نأخذه من أي موقع آخر مودتي