بقلم مريم زينون: المغرب يدخل التاريخ الكروي على إيقاع الانتصارات الديبلوماسية
بقلم : مريم زينون
في خضم السير نحو الانتصارات الكروية لمنتخب أسود الأطلس المغربي جاءت مفاجآت علاقة التلاحم الجماهيري عموما والتعاطف الشعبي المغربي خصوصا كأهم حلقة في استراتيجية المشهد الكروي، كل التوقعات للفوز وخيبة الأمل كانت ممكنة إلا توقع العلاقة الوجدانية الجارفة بين المدرب المغربي وليد الركراكي وعناصر منتخب الأسود، والتي خلقت تبعثرات في الفعل الاجتماعي وانتعاش الصورة الأبوية في الثقافة المغربية والتربية الإسلامية، العلاقة التي باتت تعكس الحقيقة الشرعية بين الثوابت الدينية و الاجتماعية سواء تعلق الأمر بالوالدين أو بعلاقة الراعي برعيته، لدرجة استطاعت هذه العلاقة الفجائية في مونديال قطر أن تفجر حماس الجماهير الشعبية بكل أطيافها وتنوعها وتخلق دينامية في الحركة الوطنية باصطفاف العائلة الملكية إلى جانب الشعب ، لا تختلف عن دينامية عودة المغفور له الملك محمد الخامس من منفاه بمدغشقر. بحيث تجسد قوة القرابة الروحية بين أطياف المغاربة كلهم بمؤازرتهم لأسود الأطلس معلنين نيتهم في قدراتهم وإخلاصهم لقميص وطنهم بدافع الوازع الديني الذي أثارته أخلاقياتهم الإسلامية العالية.
اصطفاف المغاربة إلى جانب منتخبهم أطرته آمالهم العريضة وحماستهم بالانتصار لمرجعيتهم الإسلامية وهويتهم الوطنية، حيث خلق أجواء مستجدة ومتميزة في المشهد الكروي ذهبت إلى حد قراءة اللطيف ورفع الدعاء في المدارس القرآنية المغربية ، أجواء من التلاحم الروحي تبعث على الحصر أنها تجاوزت الانتصار في لعبة إلى الانتصار في قضايا السلم والسلام الروحي والتعايش الإنساني.
يبدو أن المدرب المغربي وعناصر فريقه الأسود شكلوا ثنائية استثنائية نادرة لقد كانوا رمزا للأبناء البررة في ذهنية المغاربة والشعوب العربية الإسلامية بقدر ما كانوا أملا في الانتقام لصورة الوطن المستهدف و إسماع صوته عالميا من أرضية ملاعب المونديال القطري، لذلك لم يكن مستغربا أن يتحدث عنهم شيوخ الدين ويدعوا لهم طلبة المدارس القرآنية و يصفق لهم حكام العالم. لم يكن أسود الأطلس مجرد منتخب كروي لقد كانوا بمثابة تمثيلية ديبلوماسية للمغرب والمغاربة ساهمت في تدعيم شرعية علاقة الشعب المغربي بالمؤسسة الملكية من خلال الدينامية الواقعية التي تنامت بمشاركة الملك محمد السادس والعائلة الملكية الشريفة الطقوس الثقافية الاحتفالية للشعب المغربي بالانتصارات الكروية المحققة بعد التأهل للربع النهائي لمونديال قطر. بالطبع كان هذا الموقف الملكي إشارة قوية على اقتلاع الخوف من الهزيمة وتقديم المثل في التلاحم الشعبي كدافع قوي للرفع من منسوب المواطنة لدى منتخب الأسود وإرساء الهوية المغربية من داخل وخارج الوطن..
ولأسود الوطن دائما نقول إخوتي هيا للعلا سعيا..