معاناة مرضى ساكنة اولاد تايمة بعد توقيف برمجة العمليات. الجراحية، ومحاولة ترحيل الاطباء الاختصاصين نحو مستشفى المختار السوسي بتارودانت
كم استبشرت ساكنة مدينة أولاد تايمة و دائرتها التي تفوق الربع مليون نسمة جلهم من الفئات الفقيرة والمعوزة، خيرا عند احداث مستشفى قرب متعددة التخصصات بمركز المدينة، املا ان يحظوا بالعناية الصحية اللازمة دون الحاجة لتكبد عناء التنقل اكثر من اربعين كيلومترا صوب تارودانت او اكادير للعلاج.
غير أن واقع الحال اليوم كسر كل امالهم وحطم كل طموحاتهم، بعد تحول هذا المرفق الصحي الى مجرد مستوصف صحي كبير ومحطة فرز و إرسال صوب المستشفى الاقليمي بتارودانت او المستشفى الجهوي باكادير.
الصورة السلبية للتسيير وكم الاختلالات والمشاكل التي يعرفها هذا المشفى لم تعد تخفى على القاصي والداني بمنطقة هوارة، والذي تفضحه قبل اي احد اخر البيانات الاستنكارية للنقابات الممثلة لشغيلة المستشفى ذاته، والتي تهم ضعف الموارد البشرية وسوء تدبيرها، وانعدام تجهيزات وآليات ومعدات العمل الأساسية، وغياب التحفيز المادي والمعنوي… مااضحى معه المشفى مقرا غير لائق للعمل ويخلق نوعا من التدمر في نفوس الشغيلة، يوازيه من الجانب الاخر احتقان وسخط أكبر لدى الساكنة المحلية التي وجدت نفسها بين سندان المرض والامه ومطرقة الفقر والعوز، والتي لم تعد معه قادرة على تحمل مصاريف التنقل صوب تارودانت او اكادير او دخول المصحات الخاصة للعلاج، خاصة في هذه الظرفية الحرجة والصعبة في ظل وباء فيروس كوفيد19، ما يدفعها مباشرة إلى براثين التداوي التقليدي والعشواءي وتعريض نفسها وغيرها للهلاك.
مصادر أكدت أن وضعية المستشفى المحلي بأولاد تايمة زادت تازما وخدماته شهدت تقليصا بينا في الآونة الأخيرة اعتبرها البعض حكرة، لاسيما ما يهم مصلحة الجراحة، وذلك بعد تنقيل طبيب التخدير الوحيد بالمستشفى صوب المستشفى الإقليمي المختار السوسي بتارودانت، والاكتفاء بالعمليات المستعجلة جدا على مستوى اولاد تايمة، ما عطل وحرم العشرات من المرضى من خدمة الجراحة، والتي اضحت لائحتهم تتكدس يوما بعد يوم، والمواعيد المحددة لاجراءهم للعمليات تحتسب بالشهور عوض الاسابيع، وضعية ينطبق عليها حسب احد المرضى من ابناء المنطقة المثل الهواري “الذيب سارح فالغنم وهو يقولي نربوا السلوقي”، بمعنى ان موعد العملية قد لا يحل الا بعد ان يلاقي صاحبه ربا غفورا رحيما.
وضعية مستشفى القرب باولاد تايمة المختلة، اضحت تفرض على المسؤولين المباشرين على القطاع، وكل المتدخلين من منتخبين وسلطات ومجتمع مدني وفاعلين اقتصاديين، التدخل المستعجل وتكثيف الجهود لتنزيل حلول جذرية للمشاكل المطروحة، وذلك استجابة وتنفيدا للتوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس خلال خطابه الأخير، والداعية إلى ايلاء كامل الاهتمام للقطاع الصحي وتوفير وتجويد الخدمات الصحية العمومية وتقريبها من رعياه الاوفياء في كل ربوع المملكة الشريفة.