إسدال الستار على مشروع “إحياء الغناء النسائي بتارودانت ونواحيها” المدعم من طرف منظمة اليونسكو
تارودانت وم ع
أسدل الستار مساء أمس، السبت، في مدينة تارودانت على مشروع “إحياء الغناء النسائي بتارودانت ونواحيها” ، الذي أشرفت عليه “جمعية بحاير الداليا” ، بشراكة مع وزارة الثقافة ، وحظي بدعم من طرف ” الصندوق الدولي للتراث الثقافي اللامادي” التابع لمنظمة اليونسكو .
وخلال لقاء تواصلي نظم بهذه المناسبة، أوضح ممثل المديرية الجهوية لوزارة الثقافة لجهة سوس ماسة، الأهمية التي يحظى بها الغناء النسائي الروداني باعتباره أحد مكونات التراث الشفاهي في تارودانت ، حاضرة سوس، والذي يتميز بتنوعه وغنى مكوناته الثقافية والفنية سواء منها المادية أو الشفاهية.
وأشار إلى أن المشهد الثقافي والفني في الوقت الراهن يعرف غزوا متصاعدا للتعابير الحديثة، مما يستوجب معه العمل على حفظ هذا النمط التراثي الأصيل، واستشراف آفاق استثماره وإدماجه في مسلسل التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن تنظيم الملتقى الأول للغناء النسائي بتارودانت مؤخرا، يعتبر بادرة أولية في سياق استكمال مشروع الإحياء الفعلي لهذا التراث العريق، وذلك في انتظار إسهام مبادرات أخرى في تحقيق مزيد من الإشعاع لهذا الفن الأصيل.
أما رئيسة جمعية “بحاير الداليا” ، الأستاذة هند الحسايني ، فأبرزت في عرض قدمته بالمناسبة مختلف المراحل التي قطعها هذا المشروع الذي انطلق في 22 دجنبر 2017 ، والذي أفضى إلى تحقيق نتائج متميزة مكنت من إنقاذ الغناء النسائي لتارودانت ونواحيها من الاندثار الكلي، وإعادة إحياءه ، وكان من ابرز هذه النتائج ، على سبيل المثال لا الحصر ، إعداد شريط وثائقي حول الموضوع، إلى جانب إصدار كتاب توثيقي قيم يجمع مختلف متون الشعر الغنائي النسائي والذي يحمل عنوان “روح أبراز : كنوز من تاريخ رودانة “.
أما مداخلة الأستاذ الباحث حسن الناصري، المشرف على المشروع ، فتناولت منهجية العمل التي اعتمدت في إنجاز هذا العمل، إلى جانب مجلات البحث التي تناولها ، وما أفضت إليه من نتائج … حيث أشار إلى أن جمعية “بحاير الداليا” حرصت خلال اشتغالها على تقاسم نتائج عملها مع الفنانات الممارسات والأساتذة الباحثين والمثقفين والجمعيات التراثية المهتمة .
وأضاف الأستاذ الناصري أن العمل انصب أيضا على التنقيب على المتون الغنائية وجمعها وتحقيقها، إلى جانب الاشتغال على إعادة تأسيس الجمعيات الممارسة للغناء النسائي في تارودانت ونواحيها ، فضلا عن تحضير أرضية من أجل التأسيس لمهرجان خاص بهذا النمط الغنائي في تارودانت، وذلك بهدف تثمين هذا الموروث الفني اللامادي، والخروج به من دائرته المحلية نحو آفاق أرحب وطنيا ودوليا.
وقد شكل هذا اللقاء التواصلي أيضا فرصة لتسليط الضوء على بعض الصعوبات التي واجهت جمعية “بحاير الداليا” في إنجاز هذا المشروع، ومن جملتها رفض بعض النساء الممارسات الإدلاء بشهاداتهن، أو الامتناع عن تصويرهن…، إضافة إلى الصعوبات الخاصة بضمان استمرارية هذا الموروث الثقافي النسائي من طرف الفتيات الشابات، فضلا عن كون الاشتغال على هذا الموروث اللامادي يستوجب من الباحث تكوينا أوليا يلم من خلاله بخبايا هذا الموروث .
وقد أفضى اللقاء إلى بلورة مجموعة من التوصيات التي من شأنها المساهمة في إعادة الروح للغناء النسائي في تارودانت ونواحيها ، وإحيائه وضمان استمراريته، ومنها على الخصوص ، إيلاء ما يلزم من الاهتمام للجمعيات النسائية الممارسة لهذا الموروث الثقافي اللامادي، والعمل على تكوين فتيات شابات وتحفيزهن على التعاطي لهذا الفن الأصيل، والسعي إلى جعل هذا الموروث الثقافي موضوع اهتمام من طرف الباحثين على مستوى الجامعة، فضلا عن السعي إلى خلق حدث فني ، عبارة عن مهرجان، موضوعاتي لضمان استمرارية هذا الفن وحفظه من الاندثار .