ثقافة وفن

يوبا الثاني .. الملك الفاتح والمثقف العظيم

يوبا الثاني أو جوبا الثاني (بالأمازيغية:ⵢⵓⴱⴰ)، (وُلد حوالي 52 ق.م بمدينة هيبون (عنابة حاليا) وتوفي حوالي 23 م)، هو ملك أمازيغي وابن يوبا الأول (ملك نوميديا).

اتخذ مدينة شرشال الواقعة في الجزائر حاليا، عاصمة لحكمه ولمملكته موريطانيا، التي امتدت من وسط الجزائر الحالية إلى المحيط الأطلسي، وتغطي شمال المغرب، وجنوبًا إلى جبال الأطلس.

يوصف “يوبا الثاني” بالملك الفاتح والمثقف العظيم الذي شجع وناصر الفنون والعلوم والآداب وكان يتقن عدة لغات وقد ازدهرت في عهد هذا الملك الشاب العلوم والفنون الجميلة والعمران، فكان عصره هذا عصرا ذهبيا، ولكن يعيب عصره أنه برزت إلى الوجود مدن نوميدية وموريطانية رومانية المظهر.

بعد هزيمة يوبا الأول النوميدي أمام القوات الرومانية، أسر يوليوس قيصر ابنه “يوبا الثاني” الذي كان طفلا صغيرا بين خمس وسبع سنوات، فحمله إلى روما، حيث نشأ في القصر، وعاش في كنف الإمبراطور أغسطس خلف قيصر، فعلمه الفنون والآداب والعلوم وشؤون الحكم في مدارس روما وأثينا ومعاهدهما.

ونظرا لمكانة يوبا الثاني الثقافية، وإخلاصه للإمبراطور الروماني القيصر أوكتافيوس، فقد أجلسه هذا الأخير على عرش موريطانيا, فقد حكم خمسين سنة في ظل الحماية الرومانية، وعرفت أيامه بالاستقرار والهدوء حتى توفي سنة 23م، ليخلفه ابنه بطليموس الموريطني الذي نهج سياسة أبيه في توحيد الأمازيغيين، وتحقيق آمالهم وطموحاتهم.

تزوج يوبا الثاني من كليوباترا سلينى ابنة كليوباترا ملكة مصر وماركوس أنطونيوس، وأنجبت له بطليموس الذي خلفه في الحكم سنة 23 م، وقد ضربت النقود باسمهما، هكذا، وفي حدود العام 25 ق.م، كانت المنطقة الممتدة إلى الغرب تحكم من طرف الملك يوبا الثاني.، والذي اتخذ من شرشال الشاطئية التي كان قد بناها الفينيقيون عاصمة له سماها قيصرية تكريما للإمبراطور الروماني سيزار.

قام يوبا الثاني ومنذ تربعه على العرش الملكي بإنجازات عديدة حيث إهتم بالعلوم كونه درس في المدارس الرومانية واليونانية ومنها قام برحلات اكتشافية إلى جزر كنارية ورحلة إلى جبال الأطلس للبحث عن منبع نهر النيل وجلب من هناك تماسيح ليثبت نظريته وقام ببناء مكتبة ضخمة في عاصمته القيصرية شرشال وضم فيها كتب كثيرة منها موسوعته عن الرحلات والموسيقة وهي أرابيكا إلا أنه لم يقم بإصلاحات سياسية كبيرة تذكر كونه كان ينفذ قرارات الحكومة الرومانية.

بعد وفاته تم دفنه في المدفن الملكي الموريطاني مع زوجته كليوباترا سليني والواقع حاليا بمدينة تيبازة (60 كلم غرب الجزائر العاصمة) ويسمى “قبر الرومية” وشكله هرمي مستدير فيه تزاوج بين الهندسة الاغريقية المصرية والأمازيغية ويعد من معالم التراث العالمي.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى