وطني ونفسي الامارة بالسوء
حسام الكوينة
قيل في الأثر “ان النفس الأمارة بالسوء هي التي تأمر صاحبها بارتكاب السيئات والمعاصي والمحرمات، وهي نفس غابت عنها رقابة الله والخوف منه فاستشرى صاحبها في المعاصي والذنوب “.
وقيل أيضا بأن “النفس منبع للأفكار والخواطر، فإن غلب خيرها شرها، واطمأنت عليه حتى صار لها خلقا عرفت به، فهي النفس المطمئنة، وإن تأرجحت بين الحسنات والسيئات، ولكنها سرعان ما ترجع من الذنب إلى التوبة والاستغفار، فهي النفس اللوامة، وإن غلب شرها خيرها، فهي النفس الأمارة بالسوء”.
منذ مدة ونفسي الامارة بالسوء تراودني وتوسوس لي بأن اسرق شيئا في هذا الوطن “المعطاء” ولو على سبيل “السوفونير”، فهي تعلم علم اليقين بتواجد اناس أصحاب “كرامات” يحتفظون تحت وسائدهم وفي صناديق مكاتبهم الحديدية بوطن كامل “كتذكار” محبة وعشق وهيام فيه.
وحينما عزمت امري وتوكلت على الله لأسرق بدوري شيئا “ما”، (باش مايبقاش في الحال)، وتحسست بيدي مكان المسروق المراد سرقته، أدركت حينها انه لم يبق شيء من هذا الوطن إلا ولحسوه بألسنتهم “ولاد الهم” في اليوم والليلة خمس مرات، فأصبح الوطن فجأة نقيا وجديدا، بل ملعوقا حتى الذيل، فقمت متثاقلا لغسل نفسي الغدارة ست مرات وفي السابعة “مرغدتها” في التراب ككلب أجرب كاد أن يموت كمدا وهما بعدما تأكد من ان القدر اختار له بعناية دور المسروق دائما.
فيا قلبي يالك من بغل اهبل لا تفهم في فقه الأولويات، كلما اشتهيت شيئا سبقك اليه غيرك من السارقين الذين لا يملكون قلبا، بل ثقبا اسود كونيا يسع شهوة الجميع.
ختاما .. مني النفس بوطن جميل لا يسقط إلا كقبلة على خد طفل في إنهمار المطر.
تصبحون على وطن طاهر وجديد ..