قوارب الهجرة .. النزال الحاسم للأبطال المغاربة
الوسيط بريس :مريم الدكور
نهار لي نخرج من المغرب نعيط على ناصيونال جيوغرافيك ونسجل معاهم حلقة” الهروب الماكر من أخطر سجون العالم ”
من كان ليظن أنه بعد عامين من منشوره هذا على الفايسبوك, سيغادر البطل المغربي في التايكواندو أرض الوطن, هروب لم يكن ماكرا بقدر ما كان مفاجئا, بعد أن انتشر مقطع فيديو لـ أنور بوخرصة بتاريخ اليوم 23 أكتوبر 2019، و هو على متن قارب للمهاجرين غير الشرعيين . وتضمن المقطع لقطة له وهو يلقي إحدى ميدالياته في البحر قائلا ” هادي غير ضايعة “, و أكدت لنا مصادر مقربة من بطل التايكاوندو, صحة المقطع الذي انتشر و أنه قد نجح في الوصول الى اسبانيا، أرض الأحلام وملاذ الرياضيين المغاربة ؛ كما أطلعتنا ذات المصادر أن البطل المغربي انور بوخرصة ,عانى من التهميش وتم إقصاؤه من المشاركة في بعض المسابقات الدولية, الأمر الذي دفعه للهجرة بحثا عن حاضر ثم مستقبل أفضل .
وأثار مقطع الفيديو تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي و تعاطفهم مع البطل المغربي, ليعود ملف هجرة الأبطال المغاربة إلى الواجهة , فقبل شهور خسر المغرب بطله في الكيك بوكسينغ على مدى أربع سنوات; أيوب مبروك (21 عاما); البطل المغربي الذي لقي حتفه غرقا في شواطئ منطقة قادس الإسبانية، بعدما انفجر قارب كان يقله مع العشرات من المهاجرين السريين.
وفي شهر يونيو من العام الماضي فوجئ الوفد المغربي بمدينة طاراغونا الاسبانية، والذي كان مشاركا في بطولة البحر الأبيض المتوسط، باختفاء المصارعين أيوب حنين، وأنور طانغو قٌبيل بدء المنافسة، التي تحتضنها إسبانيا. و نشرا لاحقا مقطع فيديو يعتذران فيه من المغاربة و يبرران هروبها برغبتهما في ضمان مستقبل أفضل بعد أن تعرضا للاستغلال في وطنهم المغرب.
كثيرة هي الأقاصيص عن هجرة الأبطال المغاربة, فما يسميه البعض “قوارب الموت” هي بالنسبة لهم “قوارب البعث” بعد الموت في الوطن, فكم من بطل سطع نجمه ,وبعد أن أفل طويت انجازاته ومساره الرياضي في ملف النسيان , مثل ما حدث مع عبد الرحيم بن رضوان عداء الماراتون السابق الذي انتشرت صورته في مواقع التواصل الاجتماعي, إذ تحول من عداء معروف حصد العديد من الألقاب في بطولات مغربية ودولية؛ إلى عامل في ورش للبناء بضواحي الرباط، يكابد جاهد ليحصد قوت يومه. واتهم بن رضوان شخصيات في اتحاد ألعاب القوى بالمغرب بعرقلة مساره منذ عام 1993، وإقصائه من المشاركة ضمن المنتخب المغربي في العديد من البطولات العربية والدولية، وأيضا حرمانه من مستحقاته المادية بحكم تمثيله للمغرب في الألعاب الأولمبية وغيرها.
مؤسف أن يتحول الوطن في عيون الأبطال الرياضيين إلى مقبرة للأحلام, بعد أن كانوا شعلة تطمح للأولمبياد ; لكن عواصف الحياة أطفأتها فقرروا الهروب إلى ارض المهجر لعلهم يهتدون لنور يواسي عتمة حاضرهم ويضئ مستقبلهم .
مقال رائع رااااائع، تمنيت لو كان طويلا لأنني بالفعل استمتعت بقراءته .. فاضافة الى طريقة معالجة الموضوع ، تم تقديمه بلغة جميلة تشد القارئ .