حول العهدة الخامسة لبوتفليقة
خلال زيارتي للجزائر سنة 2017 ومن خلال حذيثي مع سائق التاكسي الذي أقلني من المطار الى تيزي ووزو تبين لي بوضوح مدى الاحساس العميق بالحكرة التي يحس بها الشعب الجزائري ليس فقط بسبب الوضع العام بالبلاد بل زاد الوضع ألما ذو أبعاد نفسية أن يحكم البلاد رئيس يعرف الجميع وضعيته الصحية والتي جعلته لم يخاطب شعبه مند 2014. لكن في نفس الوقت يعرف المتتبعون بأن الشعب الجزائري منهك، فهو دائم الثورة مند حرب التحرير الجزائرية ( 1954-1962 ) مرورا بالربيع الأمازيغي ( 1980 ) فمظاهرات ( 1988) ثم مآسي العشرية السوداء خلال سنوات التسعينات فالأحذاث الأليمة للربيع الأسود ( 2001 ) مما جعل الشعب الجزائري تنهك قواه خاصة وأن كل تضحياته الجسام لم تحقق له الشىء الكثير، بل في كل مرة يزداد الوضع تأزما، وهو ما يفسر عدم انخراط الشعب الجزائري جديا في دينامية الربيع الديمقراطي ( 2011 )، الذي دبرته الدولة الجزائرية بسياسة المال مقابل السلم الاجتماعي. ظل الوضع في هذا البلد الجار يتسم بالانتظارية والترقب خاصة أمام الوضع السريالي بخصوص الوضعية الصحية للرئيس الذي يسير البلد بالوسائط ومن وراء حجاب.، وهناك من أبناء الجزائر اليوم من لم يسمع قط صوته مباشرة.
في ظل هذا الوضع الذي دام 19 سنة، كان ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة النقطة التي أفاضت الكأس، وجعلت الشعب الجزائري يحس باستمرار الاهانة وهو ما يستخلص من تصريحات المتظاهرين. لكن في نفس الوقت ألا يمكن لهذا الاصرار على الترشح (أو الترشيح) أن يكون مجرد مسرحية أراد مخرجها اخراج الجزائريين الى الشارع للتظاهر من أجل شىء آت لا محالة، وهو تنحي الرئيس بوتفليقة، بحكم وضعيتة الصحية، لكن في المقابل سيسمح للجزائريين بالتظاهر بعد صمت دام سنوات، وفي ذلك نوع من الترويح عن النفس وتجنب الهدوء الذي يسبق العاصفة، لكن نتائج هذا التظاهر لن تغير عمق الاشكال وهو استمرار حكم جبهة التحرير الوطني مند 1962 وغياب أي تأسيس للانتقال الديمقراطي في بلد المليون شهيد.
أتمنى للأشقاء في الجزائر اجتياز هذه المرحلة بنجاح فمصيرنا مشترك بحكم التاريخ والجوار والمستقبل المأمول.