بيئة وصحة
أسبوع التوعية بمخاطر الزئبق المستعمل في علاجات طب الأسنان
التحول نحو بدائل أمنة ومستدامة
محمد التفراوتيمنذ 15 ثانية
محمد التفراوتي
نظمت جمعية النادي المغربي للبيئية والتنمية، بشراكة مع منتدى جيو أطلس للبيئة والتنمية المستدامة ونادي البيئة والتغذية والصحة التابعان لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك، وكلية طب الأسنان بجامعة الحسن الثاني، وبدعم من التحالف العالمي للحد من استعمال الزئبق في علاج الأسنان حملة توعية لمدة أسبوع خلال الأسبوع الماضي.
وتندرج هذه الحملة التحسيسية في هذا السياق التوعية بمخاطر الزئبق وتسليط الضوء على الاثار السلبية لاستخداماته المختلفة، وتعزيز الوعي لدى مختلف الفئات المجتمعية، ودعم التحول نحو بدائل أمنة ومستدامة، بما يسهم في حماية الصحة العامة والبيئة.
وشكلت الحملة التحسيسية فرصة سانحة لعرض عدة أفكار معرفية و فتح نقاش علمي حول موضوع الرئبق واستعمالاته والأضرار على مستووين البيئي و الصحي كاستعماله في علاجات الأسنان، وكذلك البدائل الأمنة عن استعمالاته الضارة والتوعية بمخاطره على الصحة والبيئة خاصة على صحة المرأة الحامل، والمرضعة والأطفال.
وتداول المشاركون بالدرس والتحليل مخاطر استعمال حشوة الزئبق في علاج الاسنان على صحة الأطفال والرضع والنساء المرضعات والحوامل اضافة الى المعالجين من أطباء وممرضين والمهنيين عموما. وما يخليه ذلك من الاثار الضارة على البيئة من خلال التلوث بالمواد السامة للماء والتربة والأنظمة البيئة مما يوثر سلبا على الصحة البشرية والامن الغذائي عامة.
و حفزت الحملة خلال الايام التحسيسية للمهنيين في مجال طب الأسنان على استخدام بدائل آمنة. كما شهدت الملتقبات توعية المواطنين من الطلبة والأساتذة والفاعلين الجمعويين والمهنيين الصحيين بأهمية الحد من استعمالات الزئبق في الأغراض العلاجية
لتشجيع السياسات البيئية الصحية التي تقلل من التلوث الناتج عن الزئبق. ومكنت الملتقيات من تعزيز التعاون بين مختلف الفاعلين ذوي العلاقة من أجل الحد من استعمالات الزئبق في الأغراض العلاجية عامة وعلاج الأسنان خاصة.
واتسمت الحملة التوعوية بالاتفاق على مضمون مذكرة ترافعية ترفع لبعض الفرق البرلمانية من أجل المرور من مرحلة التوقيع إلى مرحلة المصادقة على اتفاقية “ميناماتا” في المغرب.
وحدد الأستاذ محمد فتوحي، رئيس النادي المغربي للبيئة والتنمية وأستاذ باحث بجامعة حمد الخامس بالرباط سياق وأهداف وأهمية تنظيم حملة حول الحد من استعمال الرقيق في الأعراض الصحية وأشار إلى أهمية الوعي بمخاطر ….. الصحية والبقية خصوصا في سياق استعمالاته في طب الأسنان، واستعرضت الجهود المبذولة على المستوى الوطني والدولي للحد من استخدام هذا المعدن السام كما سلط الضوء على أهمية تفعيل اتفاقية “ميناماتا” في المغرب وتحرير البدائل الأمنة في الممارسات الصحية.
وشهدت الملتقيات التحسيسية عدة أنشطة تناول بالشرح والتحليل بالتلوث الذي يشكله الزنبق وتأثيره على البيئة من قبيل ندوات وموارد مستديرة ناقشت الوضعية وآفاق مواجهة الإشكالية. وتناولت “سياق وأهداف وأهمية تنظيم حملة حول الحد من استعمال الرئبق في الأعراض العلاجية. وانعقدت ندوة مع جمعيات المجتمع المدني والمنتخبين حول محول الحملة التوعوية ودورهم في التحسيس بخطورة حشو الأسنان وخطر تعرض جسم الإنسان لمادة الزئبق. وتم عرض شريط وثائقي تحسيمي”حشوات الأسنان والتسمم” لقي تفاعلا كبيرا من لدن المشاركين وتناقشوا حول فحوى الشريط ومختلف الاشكالات المرتبطة بخطورة استعمالات الزنيق على صحة الإنسان وخاصة الأسنان “
يشار أن مادة الزئبق تعتبر أحد المعادن الثقيلة السامة المستخدمة في عدة مجالات، من أبرزها طب الأسنان عبر الحشوات الفضية (الأملغم). ورغم فعاليته، فإن التعرض له يسبب أضرارا خطيرة على صحة الإنسان، تشمل تأثيرات على الجهاز العصبي والتنفس، فضلا عن آثاره البيئية الناتجة عن تسربه إلى التربة والمياه. وللتصدي لهذه المخاطر، اعتمدت الأمم المتحدة عام 2013 اتفاقية “ميناماتا” بشأن الزئبق، التي تهدف إلى الحد من استخداماته الضارة.
و يذكر أن للمغرب سبق أن وقع على الاتفاقية في إطار التزامه بالمساهمة في الجهود البيئية والصحية الدولية،
لكن لم تصادق بعد على الاتفاقية ميناماتا بشأن الزئبق (Minamata Convention on Mercury) التي تعد معاهدة دولية تهدف إلى حماية صحة الإنسان والبيئة من انبعاثات الزئبق ومركباته وإطلاقاته بشرية المنشأ، إلا أن استعمالات الزئبق في أغراض “أملغم” الأسنان تكاد تكون محدودة حسب المعلومات المتوافرة.
وجاءت اتفاقية “ميناماتا” نتيجة 3 أعوام من الاجتماعات والمفاوضات والتي تم بعدها الاتفاق على نص المعاهدة من قبل ممثلي مايقارب 140 دولة بتاريخ 19 يناير عام 2013 في جنيف واعتمدت ووقعت لاحقا في 10 من أكتوبر من العام ذاته في مؤتمر دبلوماسي عقد في مدينة كوماموتو في اليابان.
محمد التفراوتيمنذ 15 ثانية