من المشاهد غير الحضرية بالمدينة العتيقة بمكناس كومة أزبال كبيرة في موقع خراب مطل على (رحبة) الحمامصية. من الإغفال الجماعي الذي طال واستطال نشأت جبل من تراكمات مضرة بالصحة وبقايا الحاجيات المنزلية والتجارية المهملة بهامش درب حمام السنتيسي، وبات الكل يساهم بتنميته دون ضمير أخلاقي ولا متسع من الوعي البيئي. من سوء سلبية الجميع أن يقع الركام الكبير أمام الأعين المارة ولا أحد قال: (باركا خصنا نقيو المكان)، ولنساهم في دعم ومواكبة تثمين المدينة العتيقة لمكناس بحق وحقيقة.
من يقطن ذاك الدرب الضيق الذي تتدلى منه كل أنواع المهملات المضرة والمقززة، يشتكي الجميع بكرة وعشية ويتأففون من النسيان الممتد، ولم يجد أيد تشتغل بالإجرائية المستعجلة لرفع الضرر. تتدلى البقايا وبات الجدار قاب قوسين من السقوط والتهاوي من كثرة الحمولة التي اختمرت وطال نسيانها.
لن أناقش التماسي وندائي هذا من زاوية أنها دار للورثة، أو ملكية خاصة، أو هي في ملكية الأوقاف، ولكني أعلن ملتمسي هذا لرفع ضرر يقع فوق أرض خراب ويشكل بؤرة تلويث لبيئة المكان، وصحة الساكنة.
لأول مرة في متابعاتي للشأن المحلي بمكناس، أكتب نداء مفتوحا إلى السلطات الترابية الإقليمية بمدينة مكناس، رسالة تحمل ملتمس تحرير الأرض والساكنة من كومة البقايا البائدة والمتلاشيات المهملة (برحبة) الحمامصية، والتي تشكل خطرا على الساكنة المحاذية لها، وعلى تدفق المارة بالدوام على المكان المؤدي إلى زنقة القزادرية بقبة السوق.
لأول مرة قد أراسل رئيس مجلس جماعة مكناس بالصفة والمسؤولية، وأبلغه شكاوي نسوة وأطفال سئموا جميعا من الروائح الكريهة المنبعثة من تلك (الخربة)، ومن ذاك المنظر الذي يفسد جمالية مدينة عتيقة تنتعش بالتأهيل والصيانة والتثمين. لأول مرة أحمله مسؤولية توزيع أوامره على من يتكفلوا بالنظافة والتطهير لإزالة ذاك الجبل (الشوهة) .
لأول مرة أخاطب الفاعلين في المجتمع المدني بمكناس وأرتب المسؤوليات بتمامها، من خلال الترافع التطوعي عن رفع الضرر عما يعانيه السكان والمارة من موقع الخراب ومن ركام متنوع من الأزبال والبقايا.
رسالتي مفتوحة إلى الجميع باختلاف الصفات والأسماء، وتموقعات المسؤوليات، ولا تحمل أية نفحة مرفقة غير رفع الضرر عن ساكنة محاذية لتلك الكومة الملتصقة (برحبة) الحمامصية.
رسالتي آمل بصدق أن تلقى الأيدي والأوامر الصادقة التي تتحرك صوب الموقع وتخليص المدينة العتيقة من رؤية غير صحية ولا بيئية ولا حتى جمالية، خاصة ونحن نطمح بمدينة سياحية في زمن تأهيل وتثمين المواقع العتيقة بمكناس.