أقلام الوسيطمنوعات

أكادير-الجهة : مجرد عجلة الإحتياط

كان الحدث أوّل أمس بمدينة أكادير وسوس عامّة هو هذا التغيير على رأس الولاية؛ حيث تفضّل جلالة الملك طبقا للفصل 49 من الدستور، وباقتراح من رئيس الحكومة، وبمبادرة من وزير الداخلية بتعيين السيد سعيد أمزازي خلفاً للسيد احمد حجي.. 

هذا الأخير الذي كان إلى حدود الأمس وبالضبط يوم السبت 22 يوليوز 2023 قد ترأس الاجتماع التاسع للجنة الإشراف والتتبع والتقييم لبرنامج التنمية الحضرية لأكادير  ( 2020- 2024 ) طبقا لمقتضيات المادة السابعة من الاتفاقية الإطار المتعلقة بتمويل وتنزيل البرنامج، والموقعة تحت إشراف صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم 04 فبراير 2020..

ومنذ ذاك الوقت إلى حدود أوّل أمس كان هو المشرف والمتتبع والآمر والنّاهي في تفاصيل هذا البرنامج دون غيره من المؤسسات الدستورية الأخرى.. ليتمّ إعفاؤه من هذه المسؤولية قبل سنة على نهاية هذا المشروع الحضري التأهيلي.. وهو ما يوسم  هذا الحدث بالمفاجئة حدّ الإستغراب والتساؤل عن مآل ربط المسؤولية بالمحاسبة والتقييم  لجودة المشاريع المنجزة.. وأسباب عن تأخير أخرى.. وغيرها من التعديلات والتأويلات التي يكون مصدرها طبعا راديو المدينة في غياب تام ممثلي ساكنة المدينة البوابة الوحيدة دستوريا وأخلاقيا صاحبة المشروع 

من يحاسب من غداً..! ؟

هو سؤال اليوم لوزارة الداخلية التي بادرت إلى اقتراح هذا التغيير وزكته رئاسة الحكومة الذي هو بالمناسبة رئيس المجلس الحضري الداعم الأساسي الأول لهذا البرنامج التأهيلي..

وهي سابقة مقارنة مع تجارب ميدانية بصم فيها بعض الولاة والعمال أسماؤهم بمناطق وجهات مغربية من خلال إشرافهم المباشر على مشاريع حضرية كبري.. نخص بالذكر طنجة وأحوازها والذي جدّد فيه جلالة الملك الثقة بتعيينه واليا على الدار البيضاء الكبرى.. ومن نفس لائحة العمال والولاة نلاحظ ترقية عمال إلى رتبة ولاة.. الا وسط المملكة أكادير وسوس..

وليس الأمر وليد اليوم.. ويكفي العودة إلى عشر سنوات الأخير.. مع تجربة السيد الفيلالي الذي كان وزيرا سابقا ونودي عليه بعد عطالة.. نحو جهة سوس ماسة لتزداد أحزام الصفيح بمحيط المدينة لانه كان مشرفا على برنامج مدن بدون صفيح..

ولا يختلف معه السيد أحمد حجي الذي نودي عليه لتقلد منصب ولاية أكادير بعد إعفائه كمدير من وكالة تنمية الجنوب.. وهاهو يغادر منصبه قبل نهاية برنامج التهئية بسنة.. ودون ان يتمّ تجديد الثقة فيه كما في أغلب الحالات بالمغرب

مع  تجربة استثنائية للسيدة زينب العدوى  الوحيدة التي ذهبت من أكادير نحو مسؤولية وطنية كبرى..

وهي الوحيدة التي اتفق عليها أعيان المدينة  وأشباه النخبة على محاربتها..

غير ذلك فادني  طموح من يدّعون أنفسهم نخبة المدينة ورجالاتها لا يعدو الا ان يكون صورة سيلڨي مع وإلى المدينة… أو أقصاه هو اجتماع معه.. وبينهما تبدأ سلسلة الانبطاحات.. لنتحوّل بذلك دون أن يشعر الجميع إلى عجلة الإحتياط لإرضاء جهة ما..

هو قدر هذه المدينة قاطرة سوس التي انبعثت من تحت الأنقاض بفضل تضامن المغاربة عبر ضريبة أكادير لكنها للأسف لم تخلق نخبة مواكبة لهذا الإنبعاث..

للأسف وإلى اليوم.. لم تستطع حتّى ان تفرض تصورها لشعار المدينة فكيف ان تساهم في  إنجاز مشاريعها.. بل وان تعرف على الاقل مآل هذه المشاريع عند ممثلى الساكنة.. فكيف بعموم المواطنين

وآحسرتاه 

لقد ذهب الآن  السيد أحمد حجي كغيره من الذين مروا هناك..

وجاء السيد سعيد أمزازي خلفاً له ليواصل على ما اعتقد تتمّ المشاريع الميدانية.. فهل تستطيع اللجنة التي اشرف على تأسيسها  السيد أخنوش منذ شهرين تقريبا استعدادا للاحتفال برأس السنة الأمازيغية المقبلة بأكادير..

هل تستطيع هذه اللجنة ان تفتح مع السيد الوالي الجديد تغيير شعار المدينة على الاقل و البعيد كل البعد عن هويتها وخصوصيتها المجالية واللسنية…

قديكون الأمر احسن هدية احتفال بالأمازيغية

وقد يكون  أيضاً مقدمة لولاية جديدة حافزة باحتضان هموم ساكنة المدينة والجهة.. عوض مخدّتها فقط كما في الصور التي تركها الوالي السابق هنا دون غيرها

هو خيط الأمل..

وإن كانت التجارب السابقة تحاول التقليل منه

يوسف غريب كاتب – صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى