أقلام الوسيطمنوعات

هل تحوّل (دفييد كوفرين) الإسرائيلي إلى رئيس مكتب الاستفزاز بالرباط

بتاريخ 9 أكتوبر تناولت معظم الصحف العالمية بلاغات صحفيا صادراً عن  ” السفير”  الإسرائيلي بالرباط حول طوفان الأقصى..

وقبل الرد على مضامين ماجاء في البلاغ نودّ ان نشير بأن هذا المسمّى”  دفييد كوفرين ” قد انتحل صفة السفير المؤطرة بقوانين وبروتوكولات دولية.. بدليل أن أسفل البلاغ موسوم بخاتم تحت اسم مكتب الإتصال.. والحالة هاته  فهو خارج الشرعية القانونية والأخلاقية  لإصدار اي بلاغ بهذه الصفة

بل تتطاول على المرجعية القانونية التى حددها جلالة الملك محمد السادس ورئيس لجنة القدس في رسالته إلى الرئيس ترامب دجنبر 2020 من أهم ماجاء فيها :

(… واعتبارا للدور التاريخي الذي ما فتئ يقوم به المغرب في التقريب بين شعوب المنطقة، ودعم الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط، ونظرا للروابط الخاصة التي تجمع الجالية اليهودية من أصل مغربي، بمن فيهم الموجودين في إسرائيل، بشخص جلالة الملك، فقد أخبر جلالته الرئيس الأمريكي، بعزم المغرب:

• تسهيل الرحلات الجوية المباشرة لنقل اليهود من أصل مغربي والسياح الإسرائيليين من وإلى المغرب ؛

• استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الديبلوماسية في أقرب الآجال ؛

• تطوير علاقات مبتكرة في المجال الاقتصادي والتكنولوجي. ولهذه الغاية، العمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين، كما كان عليه الشأن سابقا ولسنوات عديدة، إلى غاية 2002.)

رسالة جلالته واضحة هي إعادة فتح مكتب الإتصال في البلدين لتسهيل الرحلات  لليهود المغاربة لزيارة بلدهم.. باعتباره مكتب خدماتي بامتياز لا يتجاوز تسهيل المساطر بالنسبة للمسافر من وإلى الرباط.- تل أبيب.. تحت إشراف هذا الرئيس الذي اطلع علينا في خضم الأحداث ودون سابق إشعار بصفة السفير.. وهو غير الواقع عمليا.. فهو لا يعدو ان يكون عبارة عن مدير لوكالة أسفار لا غير..

بل إن الرسالة الملكية قد أكدت على عملية الاستئناف بعد أن تم غلقه بنفس الأسباب التي تقع اليوم..

وهي إشارة بليغة للجميع بمافيها إسرائيل على أن المغرب قيادة وشعبا سيدة قراراتها ومتناغمة مع قناعاتها المذهبية والعقائدية..

من هنا نعتبر هذا المسمى دفييد كوفرين منتحل لصفة غير موجودة أصلاً.. بل ذهب به العجرفة التطاول على أهمّ فقرة في الرسالة الملكية للرئيس ترامب جاء فيها :

(… وقد أكد جلالة الملك بأن هذه التدابير لا تمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط. )

وهو الموقف الرسمي وفي أعلى مستوياته القيادية والمنسجم تماما مع المزاج الشعبي العام المغربي الذي يرى ان لاسلام بمنطقة الشرق الأوسط دون حق الفلسطينيين في تأسيس دولتهم تحت حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية..

هذه المبدئية الموازية لقضيتنا الوطنية غابت عن هذا المنتخل لصفة سفير وهو يدبّج بلاغه الصحفي يدعوا فيه العالم إلى اعتبار إحدى الفصائل الفلسطينية حماس بالمجموعة الإرهابية..

بل ومن رباط الفتح يدعونا إلى إدانة هذا الهجوم على مجال غزة /المستوطنات.. دون أن يحترم مشاعرنا وقناعاتنا ومواقفنا الرسمية والجماهيرية اتجاه الصراع هناك.. بل ولم يسجل  ان وصفت  المملكة المغربية منظمة حماس بهذا النعت الإرهابي..

بل قد تم استقبال السيد إسماعيل  هنينة بالرباط وتحت الرعاية السامية لقيادة البلاد.. و الأكثر بكثير ما زالت مستشفياتنا الميدانية بقطاع غزة بطلب خاص من القيادة الحمساوية..

كل هذه المعطيات قفز عليها هذا المنتخل لصفة السفير كي يطالبنا بإدانة هجوم طوفان الأقصى.. ناسيا أنّ ذلك ناتج عن ردة فعل لفعل إرهاب دولة إسرائيل الرافضة للتسوية السلمية منذ اتفاقية ارسلوا..

ناسيا ان التطرف يولّد التطرف المضاد..كما جاء في كلمة السيد بوريطة باعتباره رئيسا لمجلس وزراء جامعة الدول العربية اليوم لمناقشة تطوارت الحرب بقطاع غزة.

ولا يمكن أن نطالب الفلسطينيين العيش تحت وطأة الإرهاب ان يبقوا مكتوفي الأيدي…

صحيح أننا نختلف مع القناعة الجهادية لمنظمة حماس.. لكن لا يسقط على دولتك أيها المنتحل للصفة إرهاب دولة ولمدة أزيد من نصف قرن..

لذلك نعلن وباسم المغاربة الذين يتقاسمون معي هذه القناعة – وبكثرهم –  تضامننا المطلق مع الفلسطينيين المدنيين الذين يتعرضون لمجزرة الإبادة.. مطالبين الايقاف الفوري لهذه الحرب التدميرية للوجود  الفلسطيني..

وبالمناسبة إذا كانت مسألة إعتراف إسرائيل بقضيتنا الوطنية هي من جعلت تتطاول على سيادتنا وتحويلها لمنصة إرسال هذه السموم..

فعليك ان تعترف ومن خلالك كل من يفكر مثلك ان المغرب قيادة وشعبا يعتبر القضية الفلسطينية مسألة مبدأ وتصور اعتدالي ومفاوض ثقة من أجل استرجاع الحق لأصحاب الحق.. وليس الأمر وليد اليوم.. بل ولم يحرج كل هذه المدة ولحد الآن القيادة الفلسطينية بقضية الصحراء المغربية..

لذلك لا تتعنثر علينا فدورك لا يعدو ان يكون خدماتيا كاية وكالة أسفار..

التزم حدودك..

فأنت في المغرب.. ذاك البلد الذي لا يفتح نافذة دون أن تكون له القدرة على إغلاقها..

وقد أغلق ذاك المكتب نفسه ذات سياق

يوسف غريب كاتب /صحافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى