أقلام الوسيط

الجزائر: سياسة التلفيق وقيادة متعالية عن الواقع

بقلم ذة: مريم زينون

اٍن ما يميز الذهنية السياسية لنظام الحكم بالجارة الجزائر غياب التسليم بضرورة تقبلها مسألة السيادة الدولية للمغرب بشمال افريقيا مع الاٍقرار بموضوعية مختلف أشكال الوجود الواقعي داخل المنتظمات الدولية والعالمية خصوصا بعد عودته للٍاتحاد الاٍفريقي بشكل يتوافق مع الشرعية السياسية لمفهوم الدولة المغربية وعلاقته بالحداثة والتطور ، مما يجعل قيادة الجوار لا تقبل بالمغايرة والاٍختلاف وتركن دائما اٍلى الخلاف والتماهي في سلبية الحوار وتعتيم الحقائق التاريخية بعيدا عن مقاربة الواقع لأن وجودها السياسي لم يعد مطابقا لنمط المجتمع الحديث ولأنها كذلك استنفذت فاعليتها التاريخية في تقديم أي دليل على صحة ما تدعيه ضد المغرب مهما اجتهدت في اٍدانته ، وعلى الرغم من كل هذا فاٍن التوتر الحقيقي يأتي من مقاومة المغرب لكل أشكال الاٍستفزاز السياسي المفتعل وحلم العبور اٍلى ضفة الصحراء المغربية ،وهذه الإشارات ليست الوحيدة في دراسة الحقد الأسطوري للجارة الجزائر اتجاه المغرب كدولة في توجهها السياسي وكنظام حكم استراتيجي كممارسة اجتماعية قوية ومرنة تهتم بالتطور الشمولي اللامشروط اٍلى أبعاد لانهائية في جل الميادين في اٍطار ترسيخ وحدة الأمة والوطن ولا شك أن جميع الملفات التي يحاول النظام الجزائري فتحها من أجل خلق الهوة بين النظام الملكي والشعب المغربي من جهة وبين الدولة المغربية وحلفائها داخل المنتظمات الدولية من جهة أخرى، تدل على أن الأزمة لدى النظام السياسي الجزائري ليست أزمة جهاز دولة فحسب بل هي أيضا أزمة الأحزاب والهيآت المخول لها تأطير ملفات الأزمة الديبلوماسية بين المغرب والجزائر وخصوصا ما يقبع في عمقها حول قضية الصحراء المغربية التي يستبطن منها أن الأصل في الاٍختلالات الواردة في العلاقات السائدة بين الدولتين هي أزمة نزاع حول حق يراد به باطل من طرف الجزائر ،والغريب في الأمر أن القيادة الجزائرية مع الراهنية الخاصة لملف الصحراء المغربية في مطلع الألفية الثالثة ،خصوصا بعد الاعتراف الأمريكي الرسمي  ،بجل نخبها السياسية لم تكتسب بعد العبرة بأنها تضيع الوقت والزمن التاريخي لشعبها أمام التقدم السريع لدولة المغرب في اٍنجاز مهامه الوطنية كشعب وأمة وهيآت سياسية اتجاه قضيتهم الوطنية في الاٍحتفاظ بخريطتهم الجغرافية موحدة دون تجزئة كما ائتمنهم عليها تاريخ أجدادهم لأجل تماسك عرى الوحدة والتوافق . فلماذا تظل بعد مرارة الحقد السياسي والتكهن بحلم التجزئة والاٍنفصال تؤرق الساسة الجزائريين أحزابا وقيادة ؟  ولماذا يظلون أسيري اٍشكالية الاٍنفصال بعد الكفاح الملحمي للمغاربة من أجل تحرير صحرائهم منذ ما يفوق أربعة عقود ؟ هذا في الوقت الذي اتجه فيه المغرب اٍلى مرحلة انتقالية جديدة في ظل التحولات العالمية وفق المقاييس الدولية ، العربية و الاٍسلامية ، أكيد أن الموقع المركزي للمغرب بأفريقيا بحكم مؤهلاته الجغرافية الاقتصادية والبشرية يشير على أن الوقت قد حان بأن يؤول أمر الحفاظ على حق الرد في كل الٍاتهامات الوهمية الموجهة اٍليه بكل أساليب المعقولية حقا وعدلا ،بشكل يجعله مستقل في التميز السياسي الخارجي كدولة وجهاز حكم نافذ…   

           ” لا نريد للعالم أن يعترف بمغربية الصحراء فنحن في صحرائنا بل نريد من العالم أن يعرف من هم الجيران الذين حشرنا الله بجانبهم ”

                                             الملك الراحل الحسن الثاني               

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى