أقلام الوسيط

رسالة إلى الإتحاديين: حتى لا يموت اليوسفي مرتين. بقلم:الإتحادي سذي علي ماءالعينين.

 

شكلت شخصية الراحل عبد الرحمان اليوسفي لدي دوما حالة استنفار فكري حول دواعي هذا الإجماع الوطني و الدولي حول شخصيته،،
إجماع ترجمته أعلى سلطة في البلاد رغم قرار التخلي السياسي عنه في 2002,
وترجمه كل الفرقاء السياسيين بمختلف تياراتهم ،
و ترجمه الشعب بكل شرائحه وطبقاته،
فترى ماذا كان يتميز به هذا الرجل الإتحادي، أو الإنقلابي كما كان يحلو للحسن الثاني ان يلقبه به مازحا؟
في قراءة هادئة لمساره ومذكراته ومواقفه ساعات بعد أن ووري جثمانه بالقرب من قبر رفيقه عبد الله إبراهيم، تقفز إلى أذهان كل مترحم على روحه الطاهرة خصلة رجل مارس السياسة بالأخلاق،
هذه الصفة وحدها كفيلة ان تزيل اللتام عن هذا الحب الجامح الذي يكنه العالم لهذا الرجل،
وهذا في حد ذاته ما يبرر ان كثيرا من محبيه يكنون الكره و أحيانا الحقد لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ،وهو ما يجعلهم يقرون انه بتقديمه إستقالته من الكتابة الأولى للحزب فقد أعلن وفاة الحزب، وبإعلانه إعتزال العمل السياسي ،فهو يعلن عن موقف صادق من أن العملية السياسية ببلادنا بها خلل.
رجل إتحادي مارس المقاومة ضد المستعمر بروح وطنية
و مارس المعارضة الشرسة ضد الملكية بروح وطنية،
وقاد حزبه خلفا لهامة بحجم عبد الرحيم بوعبيد بروح الوفاء للعهد،
وقاد حكومة التناوب بروح رجل دولة،
وعندما روى مساره في مذكراته رواها بحس الصحفي و الحقوقي وذائما الوطني الذي لم يلتفت للقضايا الصغرى وحروب المسار اكثر من تركيزه على مسار هو جزء من مسارات بناء الوطن،
رجل إتحادي مارس الإشتراكية بكل معانيها وقيمتها الكونية متشبعا بمبادئ حقوق الإنسان وقضايا العالم العادلة.
هذا هو عبد الرحمان اليوسفي، أو ببساطة هذا هو التجسيد الفعلي لقيم الإتحاد الإشتراكي الأصيلة،
ومن يحبه واحبه فقد احب فيه تلك الخصال، ومن يحبه واحبه وكن الكراهية والحقد للإتحاد الإشتراكي، فلأنه احس او إعتقد او تبين له ان أزمة الإتحاد الحقيقية هي إبتعاد بعض مناضليه وقادته عن ممارسة السياسة بالأخلاق، وكشفت لهم مواقف الحزب عن نزعة تتجه نحو تغليب المصالح الذاتية على حساب روح الوطنية وهموم الشعب التي كان دوما يتميز بها الإتحاد عبر مساره ورجالاته.
لقد تمدد جثمانه الطاهر إلى جانب قبر رفيقه عبد الله إبراهيم،
وكي لا يقال هذا قبر حزبين، ويقال هذا قبر رجلين وطنيين، وجب على حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية أن يعيد النظر في خطه السياسي، و يجعل هذا الخط ينطلق من ممارسة السياسة بالأخلاق ليصل إلى بناء بلد فيه الوطنية و المواطنة، وكل ذلك عبر مسار ومواقف متشبعة بقيم الإشتراكية الحقة، و مبادئ الحقوق الكونية ونكران الذات ،
ستبقى سيرة المرحوم المجاهد عبد الرحمان اليوسفي إسثمارة إنخراط في العمل السياسي ببلادنا، فمن لا يتوفر ولو على جزء يسير من ما يتوافق مع تلك السيرة وذلك المسار وتلك القيم والشيم ،فما عليه إلا أن يبتعد عن العمل السياسي رحمة بالشعب والوطن.
فهل تعتبرون.؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى