أقلام الوسيط

“حسن رزق” يُفْرد الأسئلة المستقبلية لما بعد كورونا

في خضم النقاش الدائر حول مستقبل المغرب ما بعد كورونا، أرسى حزب التجمع الوطني للأحرار منصة الكترونية لاستقبال مساهمات المغاربة لبسط رؤاهم حول المغرب المأمول.

الوسيط ينشر المساهمة الكاملة للأستاذ حسن رزق في الموضوع:

يمر العالم والبشرية جمعاء، من فترة عصيبة ومفصلية من تاريخهما، في تحد خطير ضد فيروس غير مرئي بالعين المجردة، يفتك بالآلاف وينتشر بشكل رهيب في كل أنحاء المعمور، مما أجبر أزيد من 50% من سكان العالم إلتزام بيوتهم، وتوقيف مجمل الأنشطة الاقتصادية، وإغلاق الحدود، وتعليق الرحلات بين الدول وكذا بين المدن داخل القطر الواحد.
صراحة نحن أمام حدث تاريخي كبير، وأعتقد إن لم أكن قد بالغت أنه أكبر من الحربين العالميتين واشرس من الأزمة الاقتصادية لسنة 1929 لثلاثة أسباب رئيسية:
اعتباره “أي” فيروس كورونا المستجد، فيروسا غير مرئيا وسريع الإنتشار.
استهدافه كل شعوب ودول العالم بما فيها الدول الرأسمالية الكبرى.
غياب أي لقاح او أدوية مضادة بإستثناء الحجر الصحي ولزوم البيوت.
و انطلاقا مما سبق يمكن ان نستشف مجموعة من الأسئلة والخلاصات لما بعد هذا الوباء، وتقسيمها إلى ماهو دولي ووطني.
1-
على المستوى الدولي:
*
الا يمكن ٱعتبار ما وقع على مستوى التعامل الدولي مع الازمة الصحية اخفاقا للنظام الرأسمالي ونهاية العولمة خاصة في شقها الاقتصادي؟
*
هل تخلي الاتحاد الأوروبي على دعم ومساندة إيطاليا بداية للتفكك؟ وعودة الدولة القومية إلى الواجهة؟
*
ما مصير اتفاقيات التبادل الحر مع مجموعة من الدول؟ ألم يحن الوقت لسن إجراءات الحمائية من أجل حماية الاقتصادات القومية؟
*
أليست هذه الأزمة الصحية، بمثابة صدمة choc لقيم النيوليبرالية المتوحشة؟
*
اولسنا بحاجة إلى عولمة ذات بعد قيمي إنساني؟
*
هل هي نهاية اطروحة نهاية التاريخ؟
وارهاصات بزوغ نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب يسوده التكافل والتضامن الدولي ٍ
2-
على المستوى الوطني:
*
يجب أن نسجل بافتحار نجاح الدولة المغربية، ملكا وشعبا، إلى حدود كتابة هذه الأسطر في محاصرة هذا الوباء، وهذا ناتج أساسا عن الاجراءات الاستباقية، التي قامت بها السلطات المغربية، حيث تمت التضحية بالنشاط الاقتصادي حماية للأرواح.
*
تكريس وتأصيل قيم التضامن (تيويزي) المتأصلة في الشعب المغربي حيث تم إنشاء صندوق لمواجهة تداعيات الوباء على الصعيد الوطني، إنخرطت فيه كل الفعاليات،مما أدى إلى بروز صناديق محلية على مستوى الجماعات والقبائل المشكلة لها، لمواجهة التداعيات خاصة الاجتماعية منها، فكان ذلك اهم ما ميز الشعب المغربي عن بقية الشعوب الأخرى.
*
بروز بقوة أولويات جديدة خاصة الصحة والتعليم في اجندات الدولة المغربية وأهمية دور الدولة مستقبلا في توجيه استثمارات عمومية إلى هذين القطاعين واعتبارهما قطاعين منتجين، عبر إصلاح منظومة التربية والتكوين وايلاء العنصر البشري مايتطلب من أهمية على مستوى التكوين والتكوين المستمر وتمكين القطاع الصحي مع رد الاعتبار للعنصر البشري.
*
دور المثقف والثقافة كذلك سيظل محوريا مابعد كورونا، كونه صمام الأمان داخل المجتمعات الحديثة، باسئلته الحارقة، التي تسائل وتوجه التقنوقراط في مجال اشتغاله.
*
الحاجة إلى اقتصاد محلي وطني غير تبعي منتج للثروة، ولن يتاتى ذالك الا عبر تشجيع الفاعل المحلي الوطني،وتحرير الادمغة والامكان الوطني وتوجيهه إلى قطاعات اقتصادية غنية بالفرص..
*
بروز الجهوية المتقدمة كخيار استراتيجي لبلدنا وضرورة التسريع في تنزيله وتمكين الجهات من صلاحيات أوسع من أجل النهوض بالتنمية الجهوية وتشجيع الاستثمار بها وتمكينها من الدعم العمومي بشكل عادل ومتضامن لكي تلعب الأدوار المنوطة بها.(تمركز مختبرات التحاليل الطبية للفيروس covid19 في جهتي الرباط الدارالبيضاء كمثال…. ٍ)
*
التضامن مع الشعوب والدول خاصة الأفريقية وإطلاق مبادرة ملكية من طرف الملك محمد السادس نصره الله، تروم ارساء إطار عملياتي يهذف مواكبة البلدان الأفريقية في مواجهة فيروس كورونا المستجد، كان قرارا استراتيجيا، والتفاتة مولوية سيكون لها مابعدها لأن الشعوب والدول لاتنسى خاصة من تضامن معها في عز الأزمة.

ذ. حسن رزق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى