أخبار وطنية

رسالة مواطن روداني إلى رئيس وأعضاء المجلس الإقليمي لتارودانت

 

” نداء المواطنة، نداء القلب والعقل”

************************************

السيد رئيس المجلس الإقليمي،

السادة أعضاء المجلس،

قبل أيام قليلة، وبتنسيق مع السلطات الإقليمية، وتوجيه من السلطات المركزية، اتخذتم قرارا يقضي بتخصيص مبلغ 10 ملايين درهم (1 مليار سنتيم) من ميزانية المجلس لتمويل عدد من العمليات التي تخص التصدي لانتشار فيروس “كوفيد 19″، وحماية ساكنة الإقليم من الإصابة بهذا الوباء الفتاك.

لا شك أنكم اطلعتم على التنويه الذي حظي به هذا القرار من مختلف أفراد المجتمع الروداني كما عبروا عن ذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ، على اعتبار أن هذا الإجراء كان قرارا حكيما، ولكونه أيضا يشكل مبلغا ماليا مهما.

غير أن الذي لم يصل ، ربما ، إلى علمكم أن 10 ملايين درهم من المال العام بقيت تثير تساؤلات عدة في أوساط اجتماعية رودانية ،على قدر كبير من الوعي بمعنى المسؤولية، خاصة في هذا الظرف الدقيق والصعب الذي تجتازه بلادنا/إقليمنا، وهو ما يستوجب من الجميع تحكيم العقل والمنطق، وأن يكون للجميع قلب على الوطن.

وبناء عليه، ارتأى هذا المواطن الروداني أن يوجه إليكم “نداء المواطنة، نداء القلب والعقل” والذي يلتمس فيه منكم ، السيد رئيس المجلس والسادة الأعضاء:

1 : الترفع عن الحسابات السياسية الضيقة وتحكيم منطق المصلحة العامة عند تحديد أوجه صرف مبلغ 10 ملايين درهم.

2 : الابتعاد عن خيار المحاصصة (الكوطا) ، الذي يحركه الدفاع عن المصلحة الضيقة للجماعة الترابية ( الحضرية أو القروية)، التي يمثلها عضو المجلس الإقليمي، مع ما يترتب عن ذلك من تشتيت للموارد المالية، دون أن يظهر لها أثر إيجابي يذكر.

3 : الحذر من استغلال البعض لهذه الفرصة لادعاء الحاجة الماسة لبعض الجماعات الترابية بالإقليم لسيارات الإسعاف ، وهي السيارات التي ستتحول بمجرد تسلمها إلى سيارات لقضاء الأغراض الخاصة للمنتخب ولأفراد أسرته والمقربين، والأمثلة في إقليم تارودانت كثيرة وغير خافية عليكم.

4 : تخصيص سقف معقول ، وغير مبالغ فيه من المال، لاقتناء المواد الغذائية التي يعتزم المجلس الإقليمي تخصيصها للأسر المعوزة ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مجلس جهة سوس ماسة ، خصص بدوره قدرا محترما من المال لهذه الغاية، إلى جانب المبادرات التي قام بها المحسنون والمجتمع المدني وباقي الفاعلين مثل تعاونية “كوباك” وغيرها.

5 : النداء الوارد في النقطة السابقة /الرابعة ينطبق أيضا على المبلغ المخصص لاقتناء مواد التنظيف والتعقيم، مع التأكيد على اعتماد مسطرة “طلب عروض” إذا أمكن في هذا الباب، ضمانا للشفافية، وحتى لا يسيل لعاب أحد ما إلى مساومة التجار المزودين في نصيبه من هامش الربح.

6 : وهذا هو الأهم ، دعوة ملحة جدا إلى تخصيص ما لا يقل عن نصف المبلغ ( خمسة ملايين درهم) لاقتناء تجهيزات طبية لفائدة ساكنة الإقليم،توزع على المستشفى الإقليمي المختار السوسي، ومستشفى القرب بأولاد تايمة، ومستشفى القرب في أولاد برحيل، وذلك وفق منطق يحقق قدرا محترما من العدالة المجالية إقليميا في الولوج إلى الخدمات الصحية.

ولعلمكم السيد الرئيس السادة الأعضاء، فإن مستشفى المختار السوسي ، الذي هو مستشفى الإقليم برمته ، لا يتوفر سوى على سريرين اثنين للإنعاش الطبي، نعم سريرين اثنين فقط، فتصورا توافد أكثر من شخصين في حالة صحية جد حرجة لا قدر الله على المستشفى، ماذا سيكون مصيرهم ؟ وإلى متى سيبقى إقليم تارودانت يبعث بمرضاه إلى أكادير ؟ فهذه فرصة لا تعوض لتعزيز الإنعاش الطبي على الخصوص بمزيد من الاسرة المجهزة.

ولعلمكم أيضا ، سيدي الرئيس السادة الأعضاء، فإن سعر اقتناء وحدة كاملة للإنعاش الطبي، كما أخبرني اختصاصي في المجال،( Boxe de réanimation complet et efficace ) يتراوح ما بين 80 و 100 ألف درهم .( قارنوا هذا السعر مع الغلاف المالي المرصود من طرف المجلس).

أخيرا، نرجو من سلطات الوصاية، ممثلة في شخص السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم تارودانت، أن يتفاعل بشكل إيجابي مع هذا النداء، لما عهدناه فيه من حرص واجتهاد في التنزيل السليم للتعليمات الملكية السامية . وخير دليل على ذلك، تجربة إقليم تارودانت في استلهام روح وفلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كما يتجلى ذلك من خلال تأسيس دور المنتجات المحلية عبر مختلف مناطق الإقليم، وخلق العشرات من التعاونيات الإنتاجية التي غيرت من نمط حياة الآلاف من ساكنة العالم القروي والمناطق الجبلية، وإطلاق الأقطاب الجماعاتية (إحياء العمل التعاوني تيويزي)، و… غيرها من التجارب الناجحة والرائدة.

أملنا ، بعد الله سبحانه وتعالى، كبير فيكم سلطات ومنتخبين إقليميين.

“اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد”. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى