ذ . محسن الأكرمين للوسيط ( كورونا) و (فراقشية) البيضاء أفسدوا فرحة يوم العيد الكبير.
(
قرارات صعبة تستوقف الدولة بحدود علامة (قف) لإعادة تهيئ انطلاقة أخرى بأمن صحي وسلام بعد سنة العيد (الكبير). قرارات يجب اتخاذها بجرأة مدروسة ومحسوبة النتائج. فلقد بات مؤشر انتشار فيروس (كورونا) في تزايد تضاعفي مخيف، بات الوباء يضرب بقوة غير متوقعة بأشواط التخفيف. فعندما خففت الدولة من إجراءات “الحجر الصحي” تراخى الأداء وبات المواطن في غفلة من أمره (عادت حليمة لعادتها القديمة). اليوم سجلنا رقما قياسيا ليس في أعداد أضاحي يوم العيد، بل في عدد المصابين بـ (كوفيد 19)، حيث حطمنا الرقم القياسي بتسجيل 1063 حالة إصابة مؤكدة، و07 حالات وفاة ليصل عدد ضحايا كورونا إلى 353حالة.
قد تكون (كورونا) أفسدت علينا فرحة العيد (الصغير) بصغر الأرقام الضاربة المخيفة، لتكبر بعد ذلك بحدة أرقام العيد (الكبير)، قد تكون الدولة قد أرهقت بتبعات (كورونا) الاقتصادية والاجتماعية فبدا التخفيف تراخيا منها، قد يكون المواطنون قد ساهموا بالقسط الوفير في توفير سبل العدوى الممتدة وبزيادة المخالطين. فيما ظاهرة (كورونا) البشر فهم (فراقشية) مدينة البيضاء، فقد مارسوا (الحكرة) على الكساب الأعزل بالسرقة الموصوفة. كساب قضى هو وعائلته الحول كاملا في تحضير خروف مليح أقرن لمن أراد أداء سنة العيد. ففي الدار البيضاء وفي رحبة أضاحي العيد بالحي الحسني، وقعت الفتنة والنهب في وسط النهار، وقع التعدي على أملاك غير بحجة غلاء (الكبش)، وقع إفساد فرحة عيد الكسابة الذين قدموا إلى المدينة الاقتصادية للاسترزاق، فباتت عندهم رحبة (أزماط) قضاء ساعة في الجحيم.
لن نبرر فعل التراخي في الأمن الصحي ولا في حفظ أمن الممتلكات. لكن لدينا ملاحظات حصرية وليست عامة، فمن عجيب السلوكيات الجانبية (نسرق الحولي ونؤدي السنة). إنها مفارقات عجيبة يعيشها البعض منا عندما يطالب بفتح المساجد وهو لا يؤدي أية صلاة مفروضة ولا مسنونة، يطالب بصلاة العيد و هو لا يعرف حتى عدد ركعاتها والغاية منها. يسرق (الحولي) عنوة في السوق، ويوم العيد يلتحف الجلباب البيضاء ويلقي التحية الإسلامية كاملة إنه النفاق المتحرك بألوان الحرباء، يسرق (الحولي) لأداء السنة (وإلى شاف شي حد تياكل رمضان) علانية يتحرك ليقيم علية التعزير !!!
ليست هذه أول مرة تسرق خرفان العيد بالفوضى، فقد تكرر المشهد لعدة مرات وفي عدة مدن. إننا لم نصل إلى الوعي في احترام مال الغير حتى وإن أتى من المغرب العميق ليبيع خرفانه فقط. لم نصل إلى ممارسة الشعائر الدينية بقيمتها التعبدية، بل بتنا نبحث عن أكباش إما (فابور) أو (مسروقة) ولا غاية فيها للتقرب بها إلى الله غير إثم السرقة وعقاب القانون. كما بات العناد والتفاخر والرياء الاجتماعي يحكمنا في تصرفاتنا، وبات نهم البطون يستبيح السرقة ولن نبرر لها أرضية.
بين تسيب (كورونا) و(فراقشية) مدينة الدار البيضاء المغلف (بالجهل المقدس)، بات على الدولة قراءة متأنية لكل قراراتها، فقد نرجع ما حدث بسوق (أزماط) بالدار البيضاء إلى ذاك القرار القاضي بإغلاق مدن بعينها ، قرار أربك حتى تنقل الكسابة بسلاسة نحو أسواق المدن، وصنع لنا ليلة هروب جماعي تدون في زمن (كورونا).
قد نقول: في هذه الظرفية الاستثنائية بالاكراهات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، لن نتحاسب عن الأعراض ولا عن الأسباب ولا حتى عن النتائج، بل علينا جميعا التنديد بفقر الوعي في تحصين الذات والآخر من فيروس(كورونا) و (فراقشية) العيد، التنديد بالفوارق الطبقية والحقد الاجتماعي الذي بات يتفاقم حتى داخل الطبقة الاجتماعية الواحدة، بات لزاما الإبقاء على وحدة الصف ضد (كورونا) و (الفساد) وناهبي المال حتى كبار (فراقشية الفساد) بالتنوع.