نساء أكادير يرسمن الابتسامة على قلوب ومحيا المراهقين ذوي التثلث الصبغي
- بقلم: حسن هرماس
أكادير/29 مارس 2019/ ومع/ هن أمهات من أعمار مختلفة ، ومهن متعددة . منهن ربات بيوت ، ومنهن ايضا المهندسة ، والمربية ، والمشتغلة بحرفة يدوية و… كلهن توحدن حول هدف واحد ، ومسعى نبيل ينم عن روح إنسانية عالية في الرقي ، وهي إدخال الفرحة والابتسامة على قلوب ومحيا مجموعة من المراهقات والمراهقين الذين يعانون من التثلث الصبغي.
حرصا منهن على تقديم خدمة تتوفر على ما يلزم من الجودة والقوام ، لهذه الفئة الاجتماعية من ذوي الاحتياجات الخاصة ، انضوين في إطار منظمة مدنية تأسست في 21 مايو 2017 تحت اسم ” جمعية آباء وأمهات أصدقاء المراهقين ذوي التثلث الصبغي بأكادير” ، واختارت كشعار لها ” الحق في الإدماج والسعادة ” .
اتخذن من المركب الثقافي والتربوي ، التابع لمؤسسة محمد الخامس للتضامن ، بحي بنسركاو في أكادير مقرا لهن ، حيث تحولت إحدى ساحات هذا المركب مساء أول أمس ، الأربعاء ، إلى فضاء يعج بالفرح والحيوية ، وتبادل العناق الحار ، والابتسامة العريضة الصادقة .
على غير عادة باقي ايام السنة ، تحول هذا الفضاء الاجتماعي التربوي إلى ركح مفتوح للاستمتاع بالموسيقى الخفيفة ، والرقص من طرف الشابات والشبان ذوي التثلث الصبغي رفقة إخوانهم وإخوانهم الذي قدموا رفقة أمهاتهم لاقتسام لحظات من الفرح بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتثلث الصبغي الذي خلدته الجمعية هذه السنة تحت شعار ” ثق بقدراتي “.
وبالفعل ، كانت إرادة الأمهات في مستوى الشعار الذي اخترنه للاحتفال بهذه الذكرى . فعلاوة عن الحفل الموسيقى ، تفوقت الأمهات والنسوة المتطوعات في إطار الجمعية ، في “تفجير” الطاقات الابداعية ، والقدرات الخلاقة المتوفرة لدى فئة المراهقين والمراهقات الذين يعانون من التثلث الصبغي ، والذين برهنوا بما لا يدع مجالا للشك على أن التحفيز والمواكبة قادرين على جعل هذه الفئة الاجتماعية من ذوي الاحتياجات الخاصة فاعلة بشكل إيجابي في المجتمع .
منهم ومنهن من برع في حرف الحلاقة والطبخ وصنع الحلويات ، ومنهم ومنهن كذلك ما أبان عن علو كعبه في العزف الموسيقى والفن التشكيلي والبستنة والأعمال اليدوية وغيرها من مجالات الاشتغال التي تستهوى كل شخص راغب في الاندماج في المجتمع ، والمساهمة في دورة الإنتاج.
تعمل النساء المنضويات تحت لواء ” جمعية آباء وأمهات أصدقاء المراهقين ذوي التثلث الصبغي بأكادير” ، في إطار وعي تام وإدراك دقيق للدور المنوط بمنظمات المجتمع المدني في ما يتعلق بالاهتمام بالأطفال والمراهقين من ذوي الاحتياجات الخاصة ، حيث يشتغلن وفق منطق بعيد كل البعد عن المن والإشفاق على هذه الفئة الاجتماعية المحرومة من التمتع بكامل قواها العقلية والبدنية.
وكبديل لهذه الرؤية ، تشتغل نساء الجمعية على استنهاض ما يملكه ذوو التثلث الصبغي من مواهب ، ومن قدرات دفينة ، وتحويلها إلى قوة عطاء تجعل منهم أشخاصا عاديين ، مثل جميع أفراد المجتمع النشطين الذين بإمكانهم المساهمة في الدورة الاقتصادية وخلق الثروة ، والوصول بالتالي إلى الوفاء بالشعار الذي اختارته الجمعية لنفسها ” الحق في الإدماج والسعادة