ثقافة وفن

كوكسينيل… ذكر غادر البيضاء أنثى ودفع المشرع الفرنسي “للتطرف” مع المتحولين جنسيا

… غير “جاك” جنسه من ذكر إلى أنثى، فمنحت شهرته كفنانة اسمها “كوكسينيل” شهرة أكبر للدار البيضاء على الصعيد العالمي، وجعلت الدكتور “بيرو” قبلة لكل الراغبين في تغيير جنسهم … لكنها في المقابل، دفعت المشرع الفرنسي إلى إصدار قوانين صارمة بخصوص تغيير الجنس.
منذ قضية “كوكسينيل”… منعت السلطات الفرنسية قانونيا، أي عملية لتغيير الجنس؛ كما أصدرت قوانين تمنع تغيير الهوية الجنسية في الوثائق الرسمية، وتمنع زواج المتحولين جنسيا… وهو الأمر الذي ظل ساريا منذ تلك الفترة، إلى غاية 1978.

… ابتكر الدكتور “Georges Burou” طريقة جديدة لإجراء عمليات تغيير الجنس، ليتحول اسمه ومعه مدينة الدار البيضاء، إلى عنوان رئيسي في مجال جراحة تغيير الجنس في العالم.

أصبح اسم الدكتور “بيرو” يتردد في العديد من المنتديات العلمية والطبية، وكذا في العديد من وسائل الإعلام الدولية، لكن…

شهرة “بيرو” الحقيقية، ستبلغ القمة… من خلال عملية تغيير جنس، لشخصية شهيرة.

… شخصية شهيرة، بدأت حياتها كـ “travesti” تقدم عروضا راقصة وموسيقية في أشهر الملاهي ودور العرض الباريسية.

يتعلق الأمر بـ ” Jacques – Charles Dufresnoy”…

…في سنة 1958، سيلتقي “Jacques – Charles Dufresnoy” بالدكتور “Burou” ليصبح اسماهما عنوانا كبيرا لحدث أكبر. حدث مثير وملفت.

“جاكلين” أو “كوكسينيل” ستغير جنسها بالبيضاء لتخوض معركة قانونية من أجل الاعتراف بأنوثتها ثم… بالحصول على رخصة للزواج من صحافي أحبته…

في 11 أبريل 1996، ستتزوج مرة ثالثة من الفنان المعروف “Thierry Wilson”… وهو الزواج الذي تم نقله مباشرة على قناة “TF1” من خلال البرنامج الشهير “Tout est possible”.

في الدار البيضاء… وبداخل قاعات العمليات بـ “clinique du Parc”، سيقوم الدكتور “Burou” بعملية تغيير جنس، وصفت بالناجحة بكل المقاييس.

الدكتور “بيرو”، سيغير جنس “Jacques – Charles Dufresnoy” … من ذكر … إلى أنثى، عبر تقنية الـ “vaginoplastie”.

“Dufresnoy” كان حينها مغنيا وممثلا معروفا في فرنسا، وهو ما جعل خضوعه لعملية تغيير الجنس، يسترعي اهتماما كبيرا من طرف كل الفرنسيين… ومن طرف كل وسائل الإعلام الدولية، خصوصا بعد النجاح الباهر الذي حققه الدكتور “Burou”.

حينها… ستتحول الدار البيضاء، ومعها “clinique du Parc”، إلى عنوان كبير لنجاح عمليات تغيير الجنس… وسيجعل من المدينة والمصحة معا، قبلة لمئات الراغبين في تغيير هويتهم الجنسية.

… تحول “Jacques – Charles Dufresnoy” إلى ممثلة وفنانة شهيرة اسمها “Coccinelle”، وتحول الدكتور “Burou” إلى طبيب وجراح ذائع الصيت، يقضي وقته بـ”clinique du Parc” بين توليد النساء… وعمليات تغيير الجنس.

كوكسينيل بعد نجاج العملية التي أجراها لها الدكتور “بيرو”

… شهرة الطبيب والمصحة والدار البيضاء معهما، ستزداد أكثر، حينما ستعود “Coccinelle” إلى فرنسا، لتخوض معركة كبيرة من أجل حقوقها، ولتنجح في إثبات تغيير جنسها من ذكر إلى أنثى في وثائق التعريف الرسمية… لتصبح ” Jacqueline-Charlotte Dufresnoy” … ولتتزوج بعدها، بالرجل الذي أحبته.

بالموازاة… استمر الدكتور “جورج بيرو”، في إجراء عدد كبير من عمليات تغيير الجنس، كانت أغلبها عمليات همت تحويل ذكور إلى إناث، في ظل غياب أي نص قانوني يمنع ذلك، عكس ما كان يحدث في فرنسا وفي العديد من دول الغرب.

في فرنسا، وبعد نجاح عملية “كوكسينيل”، وعقب النقاشات الكثيرة التي خلفتها العملية، ستعمد السلطات الفرنسية حينها، إلى استصدار قوانين ستمنع على امتداد سنوات طويلة، جميع عمليات تغيير الجنس، كما ستمنع جميع طلبات تغيير الهوية الجنسية بالوثائق الرسمية.

لكن… من هو “Jacques-Charles Dufresnoy”

كوكسينيل… ذكر في فرنسا، أنثى في الدار البيضاء

…”Jacques-Charles Dufresnoy” ، من مواليد باريس سنة 1931 . الجنس… ذكر.

اشتهر هذا “الرجل” في الأوساط الفنية في باريس، وكل فرنسا، منذ نهاية الأربعينات، لكن شهرته… ستأخذ منعطفا آخر، بداية من سنة 1958.

في تلك السنة، سيلتقي “جاك”، بفتاة إيطالية كانت تشتغل كهربائية بنفس الملهى الليلي الذي كان يؤدي فيه فقراته الاستعراضية، وستخبره أنها أجرت عملية تغيير جنس بمدينة الدار البيضاء، بمصحة “clinique du parc”… على يد الجراح “جورج بيرو”.

مباشرة بعد سماعه تفاصيل هذه الحكاية، سيتوجه “جاك” إلى مدينة الدار البيضاء، رفقة صديقته “باميلا”، ليعرض نفسه على الدكتور “بيرو”. هذا الأخير، وبعد عدد من الفحوصات النفسية والجسدية، سيقرر إجراء عملية تغيير جنس، لواحد من أشهر المغنين والممثلين حينها بفرنسا.

في سنة 1958… سيحل “جاك” بالدار البيضاء ذكرا، وسيغادرها “أنثى” عقب عملية جراحية ناجحة، ستتحول بعدها إلى قضية وطنية في فرنسا، وإلى قضية رأي عام في مختلف دول العالم.

نجحت العملية الجراحية، وعاد “جاك” إلى فرنسا، ليبدأ معركة إعلامية وقانونية، توجها سنة 1962، بالحصول على حكم قضائي يقضي بتغيير جنسه في البطاقة الوطنية وكافة الوثائق الرسمية، وليتحول “جاك” رسميا إلى “Jacqueline-Charlotte Dufresnoy”.

معارك “جاكلين” أو “كوكسينيل” كما عرفها الجمهور الفرنسي وغيره، لم تنته عند هذا الحد، بل تجاوزت ذلك، بالحصول على رخصة للزواج من صحافي أحبته… ليعقدا قرانهما داخل كنيسة فرنسية، قبل أن يعلنا طلاقهما ستة أشهر فقط عقب الزواج.

                                                                                   كوكسينيل أيام تألقها الفني

بعد ذلك، ستتزوج “كوكسينيل” مرة ثانية من ” Mario Florentin Heyns”، لتواصل بالموازاة مع ذلك سلسلة نجاحاتها الفنية في السينما وفي المجال الموسيقي.

في 11 أبريل 1996، ستتزوج مرة ثالثة من الفنان المعروف “Thierry Wilson”… وهو الزواج الذي تم نقله مباشرة على قناة “TF1” من خلال البرنامج الشهير “Tout est possible”.

… معركة “كوكسينيل” جعلت الدار البيضاء مدينة أكثر شهرة على الصعيد العالمي، وجعلت الدكتور “بيرو” قبلة لكل الراغبين في تغيير جنسهم… لكنها في المقابل، دفعت المشرع الفرنسي إلى إصدار قوانين صارمة بخصوص تغيير الجنس.

منذ قضية “كوكسينيل”… منعت السلطات الفرنسية قانونيا، أي عملية لتغيير الجنس؛ كما أصدرت قوانين تمنع تغيير الهوية الجنسية في الوثائق الرسمية، وتمنع زواج المتحولين جنسيا… وهو الأمر الذي ظل ساريا منذ تلك الفترة، إلى غاية 1978.

… كوكسينيل، توفيت في مارسيليا، في أبريل 2006.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى