منوعات

المقرئ أبوزيد… أو كما قال العرّاف

“”… إنّي ارتعش هذه الأيّام من خلال بعض المؤشرات خاصة بعد تزكيتها من طرف العربي زيتوت هذا المعارض الجزائري الشريف … حيث يراد إشعال حرب حمقاء بين المغرب والجزائر.. ومن ورائها إسرائيل فرنسا أمريكا والإمارات… ويغدّيها الذباب الإلكتروني من الطرفين وبكامل الرعونة والتهور “”

في كل مرّة أعيد سماع هذا الخبر المرعب للدكتور المقرئ ابو زيد أتساءل بنوع من الإستغراب عن طبيعة هذه المؤشرات الدالة على الحرب حد ان ارتعشت فرائس  الدكتور منها باحثاً عن علاقة ذلك بما سمّاه بالمعارض الجزائري الشريف الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه..

والأغرب أن الدكتور أبوزيد لم يفصح ولا على مؤشر واحد مما يجعل من هذه الإطلالة كأنها قراءة في فنجان قهوة أوكما قال العرّاف.. الذي عادة ما تكذّبه المؤشرات الحقيقية لدى صناع القرار وأولياء أمور الدولة منها ما جاء في خطاب العرش يوليوز 2023 يقول جلالة الملك :

“.. خلال هذه الأشهر الأخيرة يتساءل العديد من النّاس عن العلاقة بين المغرب والجزائر وهي علاقة مستقرة نتطلع لأن تكون الأفضل”

هي مستقرّة أيها الدكتور كتوصيف صادر عن قائد البلاد والعباد واستنتاج نابع من تقارير ومعطيات من أجهزة ومؤسسات دبلوماسية وأمنية موجودة فوق مكتب ملك المغرب بعيدة عن اضغاث احلام الإخواني العربي زيتوت جعلتك في لحظة رهبة وارتعاش..

أما المؤشر الثاني الذي يجعل من إطلالتك التهويلية  نوعا من التنجيم هو ما ذهبت إليه مجموعة الأزمات الدولية والتي تعدّ  من المصادر العالمية الأولى  للتحليلات والمشورة  للحكومات، والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والبنك الدولي.. حيث جاء  في تقريرها الأخير عشر  صراعات تتعين مراقبتها خلال عام 2024 ولم تشر قط إلى حرب محتملة بين المغرب والجزائر ولن تكون..

هي المؤشرات الحقيقية والمطمئنة ليس لدى المغاربة وقيادتها فحسب بل ولدى الرأسمال العالمي من خلال الشركات متعددة الجنسيات التي تتسابق نحو التوطين والاستثمار ببلادنا منار السلم والإستقرار.. بلد ملتقى التظاهرات الرياضية العالمية خلال هذا العقد الثالث من هذه السنة.. مع مشروع القرن الرابط بين مملكتين وأنبوب الغاز القاري ومبادرة المنفذ الأطلسي وووو

كل هذا الزخم من الدينامية الدولية غابت  عن مؤشراتك المخيفة أيها الدكتور ام ان النعرة الإخوانية أحجمت عن عينيك حقيقة هذه المعطيات الميدانية كي تبتدع هذا السيناريو للدفاع عن زميلك في الحركة الإخوانية العالمية سيراً على عادتك يوم تمنيت أن تكون تراباً تحت ارجل خالد مشعل.. بل الأكثر انك تحاول دائما أن تقنعنا – نحن المغاربة – بأن الدفاع عن وطننا هو خطيئة وإثم مبين…

وحيث اني لست ذبابا إلكترونيا وأوقع مقالاتي منذ 2016 باسمي وصورتي اعتبر أن الدفاع عن الوطن هو خلاصة تربية سياسية لاعرق مدرسة مغربية جعلتني اعتبر تبرير العربي زيتوت بفتح مكتب ( جمهورية اللايڨ) هو تشجيع لنزعة الانفصال المشتركة مع عصابة المرادية بالجزائر… متسائلاً كيف يكون شريفاً من يريد تقسيم بلدك ووطنك أيها الدكتور.. ونائب برلماني سابق لمدة 18سنة

أما أسطوانة إسرائيل والإمارات وأمريكا ووو فالمغرب بقيادة عاهل البلاد ومن خلال عملية فك الحصار على سكان غزة مع مطلع هذا الشهر المبارك تجبّ كل هذه الترهات والشعارات الجوفاء والخطب العصماء داخل الفنادق الفاخرة بقطر وغيرها.. فهذه المبادرة الإنسانية بعيدة عن أية ظرف اومزايدة سياسية… بل منسجمة مع تاريخنا قيادة وشعبا  في دعم الشعب الفلسطيني ، و تطبيع العلاقات مع إسرائيل لم و لن تؤثر في دعم المغرب لحق الفلسطينيين غير القابل للتصرف في دولة مستقلة،

بل إن المغرب اليوم وبهذا الإختراق الإستثنائي  والوضع الإعتباري لجلالته لدى الطرفين يمثل قوة تصالحية بين إسرائيل وفلسطين…

هو المغرب اليوم أيها الدكتور الذي لا يدخل في حرب مع احد.. ويتحاشى الآخرون الدخول معه في حرب معه لأنهم عصابة متناحرة في ما بينها وحول مصالحها لا غير..

هو مغرب محمد السادس وباسم المغاربة  الذي أطعم  وعبر معبر كرم أبو سالم في يوم ذي مسغبة وحصار..

ذاك ما يبقى حين ينتهي الحكي وينصرف الحكواتيون

يوسف غريب كاتب /صحافيّ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى